بنعبد الله لـ"تيلكيل عربي": مطالب ثانوية وحسابات هامشية أفشلت ملتمس الرقابة

محمد فرنان

عبّر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن أسفه لعدم اكتمال مسطرة تقديم ملتمس الرقابة بعد انسحاب، فريق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمجلس النواب، صاحب المقترح والمبادرة، من التنسيق حولها اليوم الجمعة.

وبعد التعبير عن أسفه بشدة لما آلت إليه الأمور، أكد محمد نبيل بنعبد الله، في تصريح هاتفي لـ"تيلكيل عربي"، أن "مكونات المعارضة، باستثناء حزب التقدم والاشتراكية، سواء في المحاولة الأولى أو الثانية، دخلت في حسابات ثانوية مرتبطة بمن يمكن أن يسجل ربحا سياسيا أو يظهر بمظهر المتزعم للمبادرة".

وأوضح المتحدث ذاته، أنه "كما حاولنا في المرتين السابقتين أن نكون صلة وصل بين الجميع، دون أن يكون لنا أي طموح في الظهور أو التقديم أو القراءة، مع الأسف فضلت مكونات المعارضة من غير حزب التقدم والاشتراكية أن تلتصق بمطالب ثانوية وهامشية أفشلت هذه المحطة السياسية الأساسية".

وكشف المتحدث ذاته، أن "الجميع يعلم أننا، في هذه المحاولة أو من قبلها، تقدمنا بمقترحات عديدة للتوفيق بين المكونات الثلاثة الأخرى للمعارضة، دون جدوى، واليوم يصدر بلاغ يشير إلى انسحاب أحد أطراف المعارضة، مشيرا إلى ممارسات تمس في الحقيقة جميع المكونات التي سبق أن تحدثنا عنها، باستثناء حزب التقدم والاشتراكية".

وشدّد على أن "الحزب لم تكن له رغبة لا في التقديم ولا في القراءة ولا في الظهور، بقدر ما كانت له رغبة، وما تزال، في أن يعرف مجلس النواب لحظة سياسية كبيرة ومميزة".

وأورد أنه "كنا نأمل أن يسمو الجميع، وأن يتم إعطاء الأولوية لأهمية ملتمس الرقابة من الناحية السياسية، باعتباره لحظة فاصلة ومفصلية لمحاسبة ومحاكمة هذه الحكومة الفاشلة على جميع المستويات، حكومة لم تف بالتزاماتها ولا بوعودها، ولم تكن في مستوى انتظارات الشعب".

وأضاف الأمين العام، "بدل أن تعطى الأهمية والأولوية لهذا الموضوع، لنتمكن من جعل ملتمس الرقابة لحظة سياسية أساسية، دون أن نكون سذجا ونظن أننا سنسقط الحكومة عدديا، كان الأجدر الانتباه إلى عمق هذه المبادرة ومضمونها السياسي".

وأشار إلى أن "النتيجة اليوم هي فشل ملتمس الرقابة مجددا، شكلا ومسطرة وليس مضمونا، وذلك لأسباب ثانوية جدا، وهناك، بطبيعة الحال، من في رئاسة الأغلبية والحكومة من سيبتهج لذلك، لأنه تجنب المساءلة والمحاسبة السياسية القوية".

ولفت الانتباه إلى أن "الصورة التي قدمت للأسف، مجددا، عن المعارضة والمشهد السياسي في أعين المواطنين، ليست مشرفة".

وشدّد على أنه "في السنوات الماضية، ظهر بوضوح من يمارس معارضة قوية، ديمقراطية، وطنية، مسؤولة، من خلال الكلام والمواقف والاقتراحات، وأيضا من خلال التصويت، وسيظهر ذلك أكثر في الشهور المقبلة، في أفق الانتخابات المقبلة، وأعني بذلك حزب التقدم والاشتراكية، في مقابل من سيتصرف بشكل آخر".