بنعلا يخرج عن صمته: عوقبت لخطأ سياسي وليس لارتكاب جريمة..وهذا أجري ودوري

عبد الرحيم سموكني

دافع ألكسندر بنعلا، المسؤول السابق في القصر الرئاسي الفرنسي عن نفسه وعن الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها تدخله ضد محتجين في وقفة في العاصمة باريس يوم فاتح ماي المنصرم.

بنعلا اختار صحيفة "لوموند" التي فجرت القضية لأول مرة، وكشفت هوية "الشرطي المزيف" الذي عنف متظاهرين، ليخرج لأول مرة إعلاميا، ويتحدث عما جرى يوم فاتح ماي، وعن مهامه كمرافق أمني لماكرون، وعن أجره الشهري .. وأشياء أخرى مهمة..

بنعلة يكذب مسؤولين أمنيين

وقال بنعلاـ في حواره، إنه يقر بارتكابه خطأ، "لدي شعور بأنني ارتكبت حماقة كبيرة وبأنني ارتكبت خطأ". وأضاف "ما كان يجب أن أذهب إلى هذه التظاهرة كمراقب ربما كان يجب أن أبقى بعيدا". ودافع بنعلا عن الرئيس ماكرون مستنكرا  وجود "رغبة في الإضرار" بالرئيس الفرنسي، معتبرا أن قضيته خدمت خصوم ماكرون.

ويبدو أن توقيف بنعلا عن ممارسة مهامه في قصر الإليزيه لن تكون كافية لوقف ارتدادات القضية، خاصة بعد خروجه الإعلامي عبر "لوموند"، إذ كذب بنعلا تصريحات وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، بكونه لا يعرف ألكسندر بنعلا، "إنه يعرفني بصريا، إذ نتقاطع ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، سواء كنت في مهمات خارجية مع الرئيس، أو خلال قدوم كولومب إلى الإيلزيه، إذن هل يعرفني؟ بصريا نعم، لكن ماهي مهامي تحديدا ومن أكون، لا أعتقد ذلك"، هكذا علق بنعلا على تصريحات وزير الداخلية الفرنسي.

بنعلا كذب في حواره تصريحات المسؤول الأمني في مديرية النظام العام في العاصمة باريس ألان جيبلان خلال استضافته في لجنة تقصي الحقائق بالبرلمان الفرنسي، وقال "كشف جيبلان أنه لم يعلم بأمري قبل يوم 2 ماي، في حين أننا التقيا قبلها في اجتماع أمني تحضيري، شمل الشرطة المكلفة بالامن الرئاسي، وعند انتهائنا من الغذاء، سألني إن كنت سأحضر في تأمين الوقفة الاحتجاجية لفاتح ماي، وإن كنت قد توصلت بوسائل العمل".

لم ارتكب جريمة وعقابي كان على خطأ سياسي

يرى ألكسندر بنعلا، المزداد سنة 1991 والمغربي الأصل، الذي غير اسمه الشخصي حتى "يتفرنس" أكثر، أنه لم يرتكب أي جنحة أو مخالفة عندما قرر التدخل ضد المحتجين في قلب باريس قبل أشهر، وقال "إنني أحاسب سياسيا، لقد عوقبت ليس لأنني ارتكبت جريمة، بل لأنني ارتكبت خطأ سياسيا، خطأ أضر  بصورة الرئيس، عوقبت ايضا لأأني تركت عملي في قصر الإليزيه، وتجاهلت وظيفتي الرئيسية".

ودافع بنعلة عن تدخله ضد المحتجين يوم فاتح ماي وحول ما إذا كان لديه الحق في التدخل قال "بالطبع، المادة 73 من قانون الجنائي تنص على أنه لكل مواطن الحق في القبض على مرتكب جريمة،  لقد قمت بإلقاء القبض على شخص وتسليمه للشرطة".

هذا دوري وهذا أجري

يتقاضى ألكسندر بنعلا أجرا شهريا يقدر بـ6 آلاف أورو، معتبرا أن عمله في القصر الرئاسي الفرنسي يتجلى في القيام بالتكلف بالشؤون الخاصة للرئيس وحرمه، وقال "إلى جانب وظائفه الرسمية، فإن الرئيس وحرمه كباقي الفرنسيين، يذهب إلى المسرح أو المطعم أو يسافر في عطلة، دوري أنا أن أرافقه أينما حل، وذلك بالتنسيق مع التجمع الأمني لرئاسة الجمهورية GSPR والحرس الرئاسي الخاص.

وكان بنعلا في ذلك اليوم "مراقبا" الى جانب قوى الأمن المنتشرة بمناسبة عيد العمال لكنه كان يحمل شارات الشرطة. ولم يطرده الإليزيه الا بعد كشف أشرطة الفيديو، وقد أعقب ذلك فتح تحقيق.