عاد رئيس الحكومة المعفى، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، للحديث، مرة أخرى، عن العلاقة التي كانت تجمعه بالملك محمد السادس طيلة فترة ترؤسه للحكومة، مثيرا قضية صلاحياته كرئيس حكومة.
عبد الإله بنكيران، الذي كان يتحدث في اللقاء الوطني لمنتخبي مجالس الجماعات، الذي تنظمته مؤسسة منتخبي العدالة والتنمية، اليوم الاثنين 21 أكتوبر بالمعمورة، اختار وضع الأصبع على قضية تداخل الصلاحيات بين الملك، ورئيس الحكومة، وقال "إن رئيس الحكومة في المغرب عضو في المجلس الوزاري، الذي يترأسه الملك، أي أن رئيس الحكومة يشتغل تحت رئاسة الملك، وهو لا يملك كافة الصلاحيات، بل إن قرارات كثيرة تتم دون علمه". وأضاف "عددا من الوزراء لم يكونوا يخبرونني ببعض القرارات، وجلالة الملك قال لي أكثر من مرة إنني أمرتهم بإخبارك"
وتابع "هذا هو الوضع في المغرب، وإذا كنتم تريدون تغييره فيجب أن تطالبوا بتعديل الدستور"، قبل أن يستدرك بالقول "لكن حنا ماجيناش باش نقلبو كلشي في البلاد".
وعاد بنكيران في اللقاء ذاته إلى التذكير بالخدمات التي قدمها للدولة إبان حراك 20 فبراير، وقال "إن الدولة كلها كانت مهددة، لكننا لم نستسلم لإغواء الشارع، ولم نخرج"، مضيفا "لسنا نادمين على عدم الخروج، ولا نمن شيئا على بلدنا، لأننا مقتنعين بما قمنا به"
بنكيران "كنت أدرك جيدا أنه لا أحد سيدافع عني سوى عملي، وتوفيق الله، ولذلك أقدمت على معالجة عدد من الملفات الشائكة التي لم يستطع أحد الاقتراب منها، ونجحت في إصلاحها، وهو ما جعل الناس يصوتون علينا مرة أخرى"
وتابع مخاطبا منتخبي حزبه "لو لم يكن عملنا جيد وقوي لما صوت علينا الناس لنترأس الحكومة لولاية ثانية، ورغم إعفائي من رئاستها، إلا أن الملك عين سعد الدين الدين العثماني رئيسا للحكومة، وبقي الحزب يقودها"
وحاول الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الظهور بمظهر الزاهد في المناصب والمسؤوليات على بعد أقل من شهرين من تنظيم المؤتمر الوطني الثامن للعدالة والتنمية، الذي يأتي تزامنا مع جدل واسع حول إعادة انتخابه للمرة الثالثة على التوالي على رأس الحزب. وقال بنكيران موجها كلامه لمناضلي المصباح "الله الذي خلقني لم أطلب منه أن أكون رئيس حكومة، ولم أطلب منه التمديد على رأس الأمانة العامة، ولم أطلب منه أي تمديدا آخر، واش فهمتوني"، مشددا على أن الله لم يكلفه بأن يكون رئيس حكومة، أو رئيس حزب، "الله كلفني بشيء واحد، وهو عبادته، وإلى كانت العبادة غير عندكم أنا مبقيتش باغيها، أنا تفارقو معايا نمشي نعبد الله، ماشي شغلكم نعبد الله في الجامع، وفي العمل الاجتماعي، نعبد الله نجلس غير فداري، واش معنديش الحق نريح حتى فداري"، قبل أن يستدل بالمقولة الصوفية "أنا مشغول بذاتي عن جميع الكائنات"