حذر نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من حالة الفراغ السياسي في المغرب، وإضعاف المؤسسات والأحزاب السياسية.
بن عبد الله، الذي كان يتحدث مساء اليوم الأربعاء خلال تنظيم حزبه لمائدة مستديرة بعنوان "الثقافة أولوية وطنية"، قال: "اليوم كاين فراغ في السياسة ولذلك لا نناقش شيئا، لا نناقش السياسة الثقافية، ولا نناقش مشاكل جرادة، أو الحسيمة لا جرادة". وتابع المتحدث: "حذار من هذا الفراغ، حذار من أن نفرغ كل ما يحمل معنى من محتواه".
واعتبر بن عبد الله، أن الخيار الوحيد لاستقرار المغرب؛ هو "تعميق الديمقراطية، وترك المؤسسات والأحزاب تشتغل بشكل حر ومستقل، وفتح المجال لتنافس حقيقي على هذا المستوى".
من جهة أخرى، دعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى ضرورة المصالحة بين المثقفين والسياسة، مشددا على أن "ما نريده هو مصالحة تجعل إمكانية عودة المثقفين للاهتمام بالشأن العام".
ولفت بن عبد الله إلى أن مغادرة المثقفين للأحزاب السياسية أضر بالمجالين، حيث أفرغت الأحزاب من المثقفين، ولم تعد الثقافة تجد من يحمل همها سياسيا.
إلى ذلك، دافع المتحدث نفسه عن التموقع السياسي الحالي لحزبه، مشيرا إلى أن حزبه يلعب دور التوازن في المشهد السياسي المغربي، "نحن مثل الصراط المستقيم، إذا ملنا لهذا الطرف سنصبح مع اليمين، وإذا اتجهنا إلى اليسار سنكون مع أناس منبريين يرفضون كل شيء، وهذا لا يفيد المغرب في شيء".
من جهته، وصف محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة السابق، الوضعية الحالية للثقافة بالمغرب بعدم الاتفاق على الاختيارات الثقافية بين مختلف الفاعلين.
ونبه الصبيحي إلى وجود توجهين؛ "أحدهما يطلب من الدولة أن تكون لها مسافة من الثقافة، ويطلب منها في الوقت ذاته أن تدعم الثقافة وتوفر الإمكانيات في إطار الاستقلالية والحرية، وهناك توجه آخر يدعو إلى تدخل الدولة في الابداع"، وفق تعبيره.
كما شدد الصبيحي أن الدولة يجب عليها أن تعمل على توفير الإمكانيات لدعم الثقافة دون أن تتدخل فيها، مشيرا إلى أن دعمها لقطاع الثقافة غير كاف إذا لم يوازيه عمل على مستوى ترويجها.