هاجم عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، يومه الاثنين، عبد اللطيف وهبي وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، متهما إياه بالدفاع عن "حكومة مطبعة مع الفساد"، بسبب ما اعتبره "إسراعا لسحب مشروع القانون الجنائي".
وقال بوانو في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، ردا على وهبي، بعد رفضه انتقادات المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، حول قرار السحب: "ويدافع السيد وهبي عن سحب الحكومة التي فُرض عليه الدفاع عنها، لمشروع القانون الجنائي المتضمن لمقتضيات تتعلق بتجريم الإثراء غير المشروع، وهذا حقه وحق حكومته، إذ أنه من الطبيعي والعادي أن تسحب حكومة جديدة مشاريع قوانين أحالتها الحكومة السابقة".
وتابع: "لكن مسارعة هذه الحكومة لسحب مشروع القانون الجنائي دون غيره من مشاريع القوانين الأخرى، البالغ عددها حوالي 22، يطرح علامة استفهام كبيرة، خاصة تزامن هذا السحب مع تفكيك لجنة محاربة الفساد برئاسة الحكومة، ومع خلو البرنامج الانتخابي وقانون المالية كذلك، من أي مقتضيات وإجراءات تتعلق بمحاربة الفساد والريع، أليس هذا هو التطبيع مع الفساد؟"
وتساءل بوانو بخبث: "ثم من سحب هذا المشروع، هل السيد وهبي كما قال، أم السيد رئيس الحكومة كما قال الناطق باسم الحكومة؟ اتفقوا أولا على من سحب. أما عملية السحب، فالجميع يعرف خلفياتها".
وأضاف: "أما عن إثارته لبصمة الحكومة التي ينتمي إليها، وحقها في إعادة النظر فيما خلفته الحكومة السابقة، فهذا لا خلاف حوله، لكن ينبغي أن تكون الأمور مؤسسة وواضحة ومنسجمة مع منطق السياسة. فكيف للسيد وهبي أن يجزم بأن انتخابات 8 شتنبر حكمت على الحكومة السابقة، وهو يضع يده في يد أحد مكوناتها الذي ارتقى بقدرة قادر إلى رئاسة الحكومة؟ والغريب أن السيد وهبي بنى خطابه الانتخابي على معارضة هذا المكون، فإذا به يتقاسم معه طاولة الحكومة، بل وينبري للدفاع عن رئيسه".
وبخصوص الإنجازات، خاطب بوانو وزير العدل: "هل سي وهبي يصدق أن التصويت في الانتخابات كان ضد إنجازات حكومة العدالة والتنمية، وهي إنجازات كبيرة وعلى مستوى عال من الأهمية، مما لا أظن أن الحكومة الحالية المرتبكة قادرة على تحقيق مثلها؟"
ولم يفوت بوانو الفرصة دون أن يسخر من وهبي: "امتطى السيد وزير العدل "قصبة"، ظنا منه أنها "عود"، لذلك ما فيها باس نقول له مبروك. ربما هو الآخر ما تزال حماسة العضوية في الحكومة تسيطر عليه، وأفقدته بعض توازنه، لدرجة أنه اعتبر نفسه قادما من المستقبل، ووصف حزبنا بأنه قادم من الماضي. فعن أي ماض يتحدث؟ هل يقصد المرجعية الإسلامية لدولتنا ولمجتمعنا، أم يقصد تاريخ أمتنا المجيد؟ فإذا كان هذا قصده، فنحن معتزون بأننا ماضويون، وسنبقى مدافعين عن هذا الماضي الذي جعلنا كمغاربة استثناء إيجابيا بين الأمم وبين الحضارات، وجعل حزبنا عنصر قوة لصالح دولتنا ومجتمعنا".
وتساءل: "وعن أي مستقبل، وعن أي حداثة يتحدث؟ ربما نسي حقيقة حزبه، من سيصدق أن "البام" حزب حداثي، وهو المليء بالأعيان؟ ترى إذا سألنا أحدهم عن الحداثة، كيف سيكون جوابه؟ إنه أمر مضحك. لذلك؛ على السيد وهبي أن يتخلى عن هذه الأسطوانة".