بوجمعة.. بطل العالم العالق في هاواي

عبد الرحيم سموكني

رغم بعده عن أسرته وابنه ذي الثلاث سنوات بآلاف الكيلومترات، بعد أن رحل إلى ما خلف المحيط في بداية العام، ساعيا وراء مجد رياضي ومتنافسا شرسا على أرقى بطولات ركوب الموج والألواح الشراعية بهاواي. ولأنه بطل، فظروف إقامته الجبرية هناك لا تشبه كثيرا من المغاربة العالقين في دول العالم، بعد أن أغلق المغرب حدوده شهر مارس الماضي.

لا يتردد البطل العالمي في رياضة الألواح الشراعية بوجمعة كيلول في الإقرار بأنه محظوظ لأنه علق في هاواي، والتي سنحت له بالقيام بتداريب أكثر وبوسائل أكثر تطورا، كيف لا، وهو يقيم في مهد أو "جنة" ركوب الأمواج.

وصل كيلول إلى هاواي شهر يناير، وكان من المفروض أن يرحل صوب اليابان بداية مارس، ثم الشيلي في أبريل ضمن أطوار بطولة العالم، لكن كورونا أوقفت رحلته في هاواي.

يقول كيلول لـ"تيلكيل عربي" "حينها عندما ألغيت محطتا ايابان والشيلي، استشعرت أن هناك خطبا ما، ففي هاواي لم يكن الناس يعيرون أهمية كبيرة للوباء، لكن مع مرور الأيام، وتناسل الأنباء عن الوضع في إيطاليا، بدأ الوضع يتغير، إلى أن وصل الأمر إلى فرض الحظر الصحي".

كان وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة كافيا لتتوقف الحركة في هاواي، إذ وصل الأمر إلى إغلاق الشواطئ في وجه الناس، وهو ما شكل حدثا غير مسبوق في تاريخ الجزيرة.

يوضح كيلول "كان الوضع مخيفا نوعا ما، لم أعتد أن أرى شواطئ هاواي مقفرة، مع تطبيق الحجر الصحي في الجزيرة، فالمواطنون التزموا ببيوتهم دون أن تلجأ الشرطة إلى إجبارهم أو دعوتهم إلى ذلك".

سيستغل البطل العالمي وصاحب الرقم القياسي العالمي في أعلى قفزة باللوح الشرعي، والتي تبلغ 20 مترا، الحجر الصحي لإجراء المزيد من التداريب في شواطئ الجزر هناك.

 كيلول   كان محظوظا بوجوده في هواي، ولكن أيضا لتوفره على راع رسمي من هاواي، يوفر له المسكن والمأكل ومعدات متطورة للتدريب، فهو يقطع يوميا ما يزيد عن 135 كيلومترا بلوحه الشراعي بين الجزر التابعة لهاواي، ما يتطلب خمس ساعات من الركوب فوق الموج، وهو ما يشكل بالنسبة إليه فرصة ذهبية للإعداد البدني والصفاء الذهني.

يقول كيلول إنه فكر في البحث عن وسيلة عودة إلى الديار في البداية، خاصة وأن شوقه لابنه كبير، فبدأ البحث عن وسيلة، تجلت في العثور على قنصل شرفي للمغرب في هاواي، أخبره بأنه لا يتوفر على نفوذ لمساعدته، ثم لجأ إلى السفارة التي وعدته بأن تخبره في حال وجود اي جديد في مسألة إعادة المغاربة العالقين.

بالنسبة لكيلول، فإن حاله يعتبر أفضل من كثيرين، فهو ليس في وضع اجتماعي قاس كما أن توفره على مساند رسمي ذلل أمامه كل العقبات، يقول "أفكر في حال عتيق العالق في مطار الدوحة، وأقول الحمد لله، وأتمنى صادقا أن يحل مشكله في القريب".

استطاع كيلول التأقلم مع الوضع خاصة في شهر الصيام، إذ كان يقضي اليوم بأكمله في البحر، ليعود إلى إقامته ليعد فطوره والمكون أساسا من الخضار والفواكه، أما في العشاء فكان يعد صحن حمص خاص، أكثر مقاومة للجوع من أطباق اللحم.

  

يقول البطل العالمي إن أهم ما يميز إقامته في هاواي هو الجانب الإنساني المتجلي في اكتشاف الآخر، والتعرف على ثقافته وتاريخه، رغم أنه يرى أن الأمركة أذابت ثقافة هاواي الأصلية على عكس المنطقة البولينيزية برمتها، التي تحافظ بشدة على موروثها الثقافي. حسب كيلول فإن سكان هاواي يعرفون المغرب ويسمعون عنه، غير أن المفاجئة أن كثيرا منهم يحلمون بزيارته، ويرون فيها مكانا ساحرا يقع في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، "المغرب بالنسبة لهم كهاواي بالنسبة للمغربي، يسمعون عن مراكش وأكادير وفاس، ويتوقون لزيارتها".