أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن العلاقات المغربية - الأمريكية قائمة على شراكة قوية وطموحة ومتنوعة، وفق رؤية الملك محمد السادس.
وأبرز بوريطة، خلال ندوة صحفية عقدها رفقة كاتب الدولة الأمريكي، أنتوني بلينكين، عقب محادثات جمعتهما صباح اليوم الثلاثاء بالرباط، أن هذه العلاقات تتجسد أيضا من خلال العلاقة الشخصية بين الملك والرئيس جو بايدن منذ لقائهما في مراكش في عام 2016.
وأشار بوريطة إلى بعض أوجه هذه الشراكة التي تجمع بين البلدين، ومنها على الخصوص التحالف الدولي ضد (داعش) ودعم المجهود المشترك لمكافحة الإرهاب والتطرف، والتمرين العسكري "الأسد الإفريقي" المشترك، والذي سيقام في يونيو المقبل، واحتضان المغرب للمنتدى الاقتصادي الأمريكي الإفريقي بمراكش في يوليوز القادم، "وهو ما يدل"، يتابع المسؤول الحكومي، "على ثراء مضمون هذه الشراكة وغناها وتنوعها".
وبعد أكد الوزير أن العلاقات بين البلدين تتجاوز الإطار الثنائي لتشمل منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا والعديد من المناطق بالعالم، لاحظ أن الشراكة المغربية الأمريكية قائمة على قيم ومصالح مشتركة ورؤىة متطابقة حول مجموعة من القضايا الدولية والإقليمية، مشددا، في السياق ذاته، على حرص الملك القوي على أن تتطور هذه العلاقات في إطار الآليات المهمة التي يتوفر عليها البلدان.
وتطرق، في هذا الصدد، إلى الحوار الاستراتيجي الذي انطلق منذ أسبوعين والحوار حول حقوق الإنسان، واتفاق التبادل الحر الذي يعد الوحيد من نوعه الذي يجمع دولة إفريقية بالولايات المتحدة، والذي أعطى نتائج إيجابية على مستوى تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، معربا عن أمله في أن يكون لهذا الاتفاق دور أهم في الدفع بالاستثمارات الأمريكية في المغرب.
كما أكد على أهمية ميثاق الألفية الذي ساهم في المجهود التنموي بالمملكة، وآليات التعاون الأمني والعسكري القوية والمنتجة لمبادرات متعددة بين المغرب والولايات المتحدة، معربا عن تطلعه لأن تصبح الشراكة الثنائية شراكة نموذجية قوية بعلاقاتها التاريخية، وقادرة على التأقلم مع التحديات الدولية والإقليمية الراهنة.
من جهة أخرى، أشاد بوريطة بوجود الولايات المتحدة كطرف في الاتفاق الثلاثي الموقع أمام الملك في دجنبر 2020، والذي أعادت بموجبه المملكة المغربية علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أن هذا الاتفاق كانت له نتائج إيجابية ويمكن أن تتعزز أكثر في إطار مشاريع ملموسة ومفيدة لشعوب المنطقة وللشعبين المغربي والإسرائلي.
كما أشار إلى أن الطرفين ناقشا، خلال محادثاتهما، الشراكة المغربية الأمريكية في القارة الإفريقية لمواجهة التحديات الممكنة واستغلال الفرص الكثيرة الاقتصادية والتجارية والمناخ والبنية التحتية والصحة والأمن، مشيرا إلى أن القارة تمثل مجالا خصبا للتعاون الأمريكي المغربي.
وأكد بوريطة أن زيارة كاتب الدولة الأمريكي للمغرب تعد زيارة مهمة أعطت رسائل واضحة حول قوة هذه الشراكة والإمكانيات التي يمكن استغلالها في إطار هذه الشراكة لمصلحة البلدين والشعبين ولمصلحة الأمن والاستقرار والتنمية في مناطق تحظى بأهمية كبرى.