بوريطة: هكذا واجه المغرب خصومه لنيل عضوية "مجلس أمن" إفريقيا

ناصر بوريطة يكشف مسار نيل عضوية المغرب لعضوية مجلس السلام والأمن والإفريقي
تيل كيل عربي

أديس أبابا: ياسين مجدي/إعداد وترجمة: أحمد مدياني

"عضوية مجلس السلام والأمن الإفريقي، كانت من الأهداف الأولوية للديبلوماسية المغربية، منذ اتخاذ قرار العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وسوف نقوم بدورنا داخله بالمساهمة وليس البحث عن التفرقة". هكذا لخص وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، في تصريح للصحافة بأديس أبابا، نجاح المملكة في انتزاع عضوية المجلس، رغم ما وصفه بـ"محاولات الدقائق الأخيرة من الخصوم لعرقلة هذا المسار".

وأوضح بوريطة صباح اليوم الجمعة، أن "المغرب بقيادة الملك محمد السادس سطر أجندة هدفها الانخراط القوي في سياسات القارة الأمنية والتنموية، وذلك داخل مختلف مؤسسات منظمة الاتحاد الإفريقي، وفق حركية ودينامية أساسها المساهمة".

وتابع المتحدث ذاته، أن المملكة شاركت منذ سنة على عودتها إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، في عدد من اجتماعات ولقاءات مجالسها، لكن كان الهدف الأهم هو نيل عضوية المجلس وذلك ما تحقق.

وكشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أنه منذ شهر دجنبر الماضي، موعد فتح باب الترشيح لعضوية مجلس السلام والأمن الإفريقي، وضع المغرب ترشيحه لنيل عضويته داخله، وكان هو الأول، إلا أن ما وصفه بـ"منافسة الآخر لحظة، طرحت لإحباط هدفه، ووضعت عراقيل حتى اللحظات الأخيرة لعرقلة عملية التصويت، لكن حكمة أشقاءنا الأفارقة كانت حاسمة، بالإضافة إلى مصداقية مبادرات الملك محمد السادس، وانخراطه في دينامية القارة، وكلها عوامل ساهمت في فوز المغرب بعضوية المجلس".

اقرأ أيضاً: اختراق مغربي جديد لإفريقيا.. المملكة تنتزع عضوية "مجلس أمن" القارة

وعن تفاصيل العراقيل التي وضعت أمام المغرب، ذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أنه كانت هناك محاولات في البداية إلى عرقلة هذا الترشيح، والدفع بعدم عدم حصول المغرب على ثلثي أصوات الدول، لأنه شرط وإن كنت مرشحاً لوحدك، "تجاوزنا هذا السقف وانطلاقاً من شهر مارس سوف نلتحق بالمجلس". يقول بوريطة.

وشدد المتحدث ذاته، على أن المغرب قام بدوره الأمني في إفريقيا، قبل نيل عضويته اليوم في مجلس السلام والأمن الإفريقي، وذكر المتحدث ذاته، أن المملكة شاركت في بعثاث السلام حول العالم، وجلها في بلدان إفريقية، منذ العام 1960 في الكونغو، وبعدها في الكوت ديفوار وأنغولا وصومال وإفريقيا الوسطى، ما مكن المغرب، حسب بوريطة، من لعب دور كبير في حل النزاعات ونهج سياسة الديبلوماسية الوقائية واحلال السلام في بلدان القارة. وأضاف، اليوم سوف نقوم بدورنا من داخل المجاس.

وأشار بوريطة إلى أن دولا لا تقوم بإرسال جنودها إلى بلدان القارة لمساعدتها على احلال السلام فيها، في المقابل، المغرب يرسل جنوده وتسيل دماؤهم لأجل مهام بعثاث السلام، آخره في إفريقيا الوسطى.

وعن دور المغرب بعد نيل عضويته في المجلس، قال الوزير، إن "دخوله سوف يمكنه من تقديم خبرته في هذا المجال، لأن له تجربة في الساحة الدولية، وشراكات مع مؤسسات دولية من بينها الاتحاد الإفريقي وحلف الشمال الإفريقي. المغرب دخل لتقاسم تجربته والمساهمة وليس لزرع التفرقة".

ووصف بوريطة مجلس السلام والأمن الإفريقي، بالجهاز محوري في الاتحاد الإفريقي، وسبق له مناقشة قضايا تهم المغرب، كان يتم استغلالها وتوظيفها وفقاً لأجندات تختلف عن الواقع والقانون الدولي.

وختم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي تصريحه بالقول: "المغرب له كل المؤهلات للوصول إلى أي مسؤولية وموقع في الاتحاد الإفريقي".

للإشارة، صوت 39 عضواً لصالح الترشيح المغربي، لنيل العضوية في مجلس السلام والأمن الإفريقي، مقابل امتناع 16 عضوا عن التصويت. ويتمتع المجلس بنفس قوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.