بصفتها نائبة لرئيسة التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI)، تواصل رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، المساهمة في تعزيز آليات الوقاية والتدخلات الاستباقية من أجل ضمان فعلية حماية حقوق الإنسان والنهوض بها في الساحة الدولية والسياقات الإقليمية.
اليوم الثلاثاء، بسانتا كروز، شددت بوعياش، التي حلت ببوليفيا ضيفة على اللقاء السنوي لشبكة المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بأمريكا اللاتينية، على أولوية محاربة التمييز العنصري بأشكاله المعقدة وعلى أهمية تثمين الموروث الثقافي الغني للمجموعات والشعوب المنحدرة من أصول إفريقية بأمريكا اللاتينية.
وثمنت المسؤولة الحقوقية دورهم في بناء الثقافة والهوية بمنطقتي أمريكا اللاتينية وبحر الكارييب ومساهماتهم في مجالات عديدة على رأسها الفن والموسيقى والأدب والسياسة والنضال من أجل مجتمع عادل يسع جميع أبنائه.
"المجموعات المنحدرة من أصول الإفريقية جزء لا يتجزأ من تاريخ هذه المنطقة وحاضرها. لا يمكن الاحتفاء بهذا الإرث الغني، تقول المسؤولة المغربية في لقاء إقليمي في الموضوع، "دون عمل مشترك للقضاء الفعلي على أي شكل من أشكال التمييز العنصري ضدهم وتحقيق مساواة فعلية بين جميع أفراد المجتمع".
بدورنا، تضيف بوعياش، باعتبارنا مدافعات ومدافعين ومؤسسات تسهر على حماية حقوق الإنسان والنهوض بها… "نحن مطالبون بإعادة تكييف، ليس فقط، مهام الحماية التي نقوم بها، بل أيضًا، آليات وأولويات النهوض بالحقوق والحريات وبالأساس الوقاية من الانتهاكات، وعلى رأسها، في سياق هذا الإقليمي، التمييز العنصري، باعتباره واحداً من أبرز التحديات الحقوقية التي يمكن أن تعيق مسارات المجتمعات الحديثة".
في هذا السياق، دعت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى ضرورة العمل على بلورة رؤية مشتركة لمكافحة التمييز العنصري، تستحضر التحديات الناشئة وكيفية تأثيرها على مجتمعاتنا بشكل شامل ومتعدد الأوجه.
بوعياش حثت على تعزيز التعاون الدولي في هذا الإطار بشكل يعكس الالتزام بتعزيز قيم العدالة والمساواة في جميع أنحاء العالم ويساهم في تحقيق فعلية حقوق الإنسان للجميع.
"من المهم أن نعترف بالتنوع العرقي والثقافي في مجتمعاتنا ونحتفل به"، تختم رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مشددة على ضرورة العمل معًا لخلق عالم يمكن للجميع أن يعيشوا فيه بحرية من التمييز ويستمتعوا فيه بالمساواة في الفرص… بغض النظر عن أصولهم العرقية...
تجدر الإشارة إلى أن لقاء حماية المجموعات المنحدرة من أصول إفريقية بأمريكا اللاتينية، شكل أيضا فرصة لتسليط الضوء على التاريخ والطموحات المشتركة بين القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية، وكذلك علو تشابه التحديات التي تواجهها هذه البلدان بسبب التأثيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي خلفتها الحقبات الاستعمارية.