تزامنا مع الكشف عن موعد ومكان انعقاد أول مؤتمر للأقليات الدينية غير المعترف بها في المغرب، اندلع جدل كبير بين اللجنة المنظمة، وحزب العدالة والتنمية، إذ لم يتردد خالد البوقرعي، النائب البرلماني والقيادي في الحزب، في الدعوة، من داخل البرلمان، إلى منع المؤتمر. الموقف فاجأ جواد الحامدي، منسق اللجنة المنظمة للمؤتمر، لكنه أكد في المقابل، أنه جدد الدعوة لقيادة الحزب الحاكم لحضور المؤتمر. هنا تفاصيل الخلاف، وهويات الأشخاص المشاركين فيه.
دعا خالد البوقرعي، النائب البرلماني، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى منع مؤتمر الأقليات الدينية، الذي تعتزم اللجنة المغربية للأقليات الدينية في المغرب، تنظيمه في 18 نونبر الجاري، بحضور ممثلين عن مختلف الديانات والمذاهب.
وحذر خالد البوقرعي، في مداخلة له في مجلس النوابـ أثناء مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أول أمس (الثلاثاء)، مما وصفه بـ"الاختراق السياسي للمغرب عبر ملف الأقليات الدينية"، داعيا السلطات إلى "منع المؤتمر، وعدم السماح بتنظيم مثل هذه الملتقيات"، خاصة أن "رجال أعمال أعلنوا وقوفهم وراءها، في إشارة إلى رجل الإشهار نور الدين عيوش".
وفيما أضاف البوقرعي "من أراد أن يعتنق دينا فهو حر، لكن مثل هذه الملتقيات تكون غايتها الاختراق السياسي للمغرب، وليس حقوق الأقليات"، رد الحاميدي، منسق اللجنة المغربية للأقليات الدينية، في اتصال مع "تيلكيل عريي"، فقال إنه اتصل بخالد البوقرعي، وعبر له عن قلقه وتفاجئه من هجومه على مؤتمر الأقليات الدينية بالمغرب".
ويأتي تفاجأ منظمي المؤتمر، حسب الحامدي، سيما أن "اللجنة وجهت دعوة إلى حزب العدالة والتنمية من أجل الحضور في شخص النائبة البرلمانية أمينة ماء العينين، التي اعتذرت عن الحضور بسبب التزامات خاصة"، مضيفا، أن "ما قام به البوقرعي داخل البرلمان المغربي إساءة للأقليات الدينية بالمغرب".
وأضاف الحامدي، في حديثه مع "تيلكيل- عربي"، قائلا: "ليس لدينا أي مشكل مع البجيدي، أو أي حزب آخر، كما أننا وجهنا دعوات للحركات الإسلامية من أجل المشاركة في المؤتمر، كما هو الشأن بالنسبة للعدل والإحسان، لكنهم اعتذروا عن الحضور".
ورغم طل شيء، يبدو أن لجنة الأقليات الدينية، تربأ بنفسها عن رد فعل تصعيدي ضد الدعوة إلى المنع، إذ أضاف الحامدي، قائلا "نجدد دعوتنا إلى حزب العدالة والتنمية من أجل تصحيح خطأ البوقرعي، وإعلان دعمه لهذا المؤتمر الذي لا يرتبط بأي جهة، بما في ذلك رجل الإشهار نور الدين عيوش، الذي رفضنا شروطه من أجل تبني المؤتمر".
أجندة المؤتمر
وتستعد اللجنة المغربية للأقليات الدينية لتنظيم مؤتمر حول حقوق الأقليات الدينية، السبت المقبل، بحضور ممثلين معتنقين لمختلف الديانات والمذاهب، وبعد أيام من التكتم على البرنامج ومكان انعقاد المؤتمر، كشف جواد الحامدي، في رسالة توصلت بها "تيلكيل – عربي" منه، عن مختلف التفاصيل المتعلقة بالمؤتمر والحاضرين فيه.
وفي هذا الصدد، أفاد منسق اللجنة المنظمة، أن المؤتمر تقرر أن ينطلق في الساعة التاسعة والنصف من السبت المقبل، صباحا بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بدلسة افتتاحية، يتحدث فيها جواد الحامدي، منسق اللجنة الوطنية للأقليات الدينية، وأحمد الكاوي، الأمين العام للجنة الوطنية للأقليات الدينية.
أما الجلسة الأولى، فستتناول "سؤال الأقليات أم سؤال الاختلاف ؟"، بمشاركة عصام العراقي، معتنق الديانة الأحمادية وباحث، ومحمد سعيد، مسيحي مغربي وباحث في العلوم الإنسانية، ومحمد أكديد، شيعي مغربي وباحث في المذاهب الإسلامية، وجمال السوسي، عن طائفة اليهود المغاربة، وعلي العلام، معتقل سابق في ملف السلفية الجهادية.
وفي الجلسة الثانية، يرتقب أن يشهد المؤتمر دراسة لموضوع "مسألة الإختلاف: حوار الثقافات أم صدام الثقافات؟"، بحضور عز الدين العلام، باحث أكاديمي وأستاذ القانون بجامعة المحمدية، ومحمد ظريف، كاتب مغربي، وإدريس هاني، كاتب ومثقف مغربي، ورشيد أيلال، مؤلف كتاب صحيح البخاري نهاية أسطورة، وسعيد ناشيد، مفكر مغربي، وعبد الجبار شكري، أستاذ باحث في علم النفس الاجتماعي.
ويختتم المؤتمر بجلسة ثالثة، حول "المواثيق الدولية لحقوق الإنسان دعامة أساسية للحريات الدينية"، يشارك فيها أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وأحمد أرحموش، رئيس الفيدرالية المغربية للجمعيات الأمازيغية، وإدريس السدراوي، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، وممثل عن الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف.