وقعت كل من شركة النفط الوطنية الجزائرية "سوناطراك"، وشركة الطاقة الإيطالية "إيني"، اتفاقية جديدة ستشهد زيادة إمدادات الجزائر من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا، في عام 2022 وما بعده.
وحسب موقع "Energy Capital And Power"، فإن هذه الاتفاقية تمهد الطريق أمام "إيني" للاستفادة من خط أنابيب"TransMed/Enrico Mattei" التابع لشركة "سوناطراك"، لزيادة إمدادات الغاز، بما يصل إلى 9 مليارات متر مكعب سنويا، بحلول 2023-24.
ووفق نفس المصدر، بدأت الجزائر وإيطاليا مفاوضات لتوسيع علاقات الطاقة، في أوائل فبراير 2021. ولكن نظرا للتوترات المتزايدة بين أوروبا وروسيا - المورد الرئيسي للطاقة لإيطاليا - فقد تم تسريع المناقشات لتعزيز التعاون في مجال الطاقة؛ مما أدى إلى توقيع الاتفاقية جنبا إلى جنب مع خطاب نوايا لتعزيز الشراكات القائمة.
سانشيز يضيع "فرصة ذهبية"
ووفق تقرير لوكالة "Bloomberg" الأمريكية، فإن هذه الخطوة أثارت مخاوف إسبانية حيال تعزيز موقف الجزائر في المحادثات مع مدريد، حول الزيادة التي تعتزم إقرارها على أسعار الغاز، نظرا لأنها كانت أقل بكثير من السعر المعمول به في الأسواق الدولية، وهو ما دفع دبلوماسيين من إيطاليا وإسبانيا لإجراء محادثات بعد تحرك روما، لتأمين كميات كبيرة من الغاز الجزائري تعادل 12 في المائة من طلبها، للحد من الاعتماد على روسيا، بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وفي نفس السياق، أفادت صحيفة "El Independiente" الإسبانية أن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ضيع "فرصة ذهبية" على إسبانيا بأن تكون مركز للطاقة في أوروبا، بعد التحالف بين الجزائر وإيطاليا.
وتابعت أن إيطاليا اقتنصت فرصة قطع العلاقات بين الجزائر وإسبانيا، بسبب تغير موقف الأخيرة تجاه الصحراء المغربية، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي، لتأخذ زمام المبادرة في تزويد قارة أوروبا بحاجاتها من الغاز.
وأضافت الصحيفة أن إيطاليا قد حصلت بموجب اتفاقها مع الجزائر، على ثلاثة أضعاف كمية الغاز التي تحصل عليها إسبانيا.
مشكلة زيادة الأسعار
تواجه إسبانيا، بالإضافة إلى سحب إيطاليا لبساط الغاز من تحت رجليها، وحرمانها من انتصار سياسي لا جدال فيه، مشكلة كبيرة أخرى؛ هي مشكلة الأسعار؛ حيث أعلنت المجموعة الجزائرية العامة "سوناطراك" أن البلاد تفكر في زيادة أسعار الغاز الذي تبيعه لإسبانيا، خلافا لما قررته لبقية المشترين الأوروبيين، وهو ما اعتبرته وزيرة التحول البيئي الإسبانية، تيريزا ريبيرا، أمرا متوقعا، في مقابلة لها مع قناة "TVE".
وأوضحت صحيفة "El Independiente"، بناء على مصادر إسبانية مطلعة على المفاوضات، أنه "في هذا النوع من التغيير المفاجئ في الأسواق، من الطبيعي إعادة التفاوض بشأن أسعار المواد الخام"، مضيفة أنهم يأملون "في الأسابيع المقبلة، أن يتم التوصل إلى اتفاق مفيد لكلا الطرفين".
شريك غاز جديد
وبينما تشهد العلاقات مع الجزائر العاصمة توترا، تبحث إسبانيا منذ شهرين، عن بدائل أخرى لتخزين كميات كافية من الغاز. ولهذا لجأت إلى ناقلات الميثان التي تأتي من الولايات المتحدة؛ مما رفع تكاليفها، بنسبة تصل إلى 50 في المائة، حسب "El Independiente".
ووفقا للأرقام التي قدمتها مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية، فقد قفزت الواردات الأمريكية في فبراير، بنسبة 474 في المائة، وهو رقم، وفقا لمصادر من قطاع الطاقة تم التشاور معها، سيستمر في الزيادة، بسبب حقيقة أن المغرب والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان.
ومع هذه الزيادة، يضيف نفس المصدر، فإن الغاز الذي يأتي من أمريكا الشمالية يمثل بالفعل 33 في المائة من احتياطيات إسبانيا، في حين تم تخفيض المواد الخام من الجزائر إلى 23 في المائة.