اتخذت وزارة الخارجية الأمريكية قرارا بالموافقة على صفقة عسكرية أجنبية محتملة للمملكة المغربية تخص صواريخ "Javelin" والمعدات ذات الصلة، بتكلفة تقدر بـ260 مليون دولار.
وحسب ما جاء في موقعها، سلمت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية الشهادة المطلوبة لإخطار الكونغرس الأمريكي بهذا البيع المحتمل، يوم الثلاثاء 19 مارس الجاري.
ووفق نفس المصدر، يتمثل طلب المغرب في شراء 612 صاروخا من طراز "Javelin FGM-148F" (تشمل 12 صاروخا قابلا للشراء)، و200 وحدة إطلاق قيادة خفيفة الوزن من طراز "Javelin (LWCLUs)".
و"ستدعم هذه الصفقة المقترحة السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال المساعدة في تحسين أمن حليف رئيسي من خارج حلف "الناتو"، والذي لا يزال يمثل قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في شمال إفريقيا"، توضح الوكالة.
وتابع المصدر ذاته أن "هذه الصفقة المقترحة ستعمل على تحسين القدرة الدفاعية للمغرب، على المدى الطويل، للدفاع عن سيادته وسلامته الإقليمية، وتلبية متطلبات الدفاع الوطني"، مضيفا أنه "لن يجد صعوبة في استيعاب هذه المعدات في قواته المسلحة".
كما أشارت الوكالة الأمريكية إلى أن "البيع المقترح لهذه المعدات والدعم لن يغير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة".
وسجلت الوكالة أن "المتعاقدين الرئيسيين في الصفقة هما؛ شركة "Lockheed Martin" في أورلاندو، فلوريدا، وشركة "RTX" في توكسون، أريزونا"، مشيرة إلى أنه "لا توجد اتفاقيات تعويض معروفة فيما يتعلق بهذا البيع المحتمل".
قدرات الصاروخ
تقول شركة "Lockheed Martin"، عبر موقعها، إن النظام الصاروخي "الرائد عالميا"، والمحمول على الكتف، "يجلب المعركة إلى الأعداء"، مشيرة إلى أن بإمكان "Javelin" أن يقود نفسه نحو الهدف بعد الإطلاق؛ "ما يتيح لمطلق الصاروخ الهرب والاحتماء من إطلاق النار".
وأشار موقع "ABC News" إلى أن النظام يرفق دوما بوصف "أطلِق وانسَ".
ويستعين الصاروخ بنظام توجيه علوي؛ حيث يتقوس لدى بلوغه الهدف، ويستهدف النقطة الأضعف من الهدف من الأعلى.
ولإطلاق الصاروخ، يتوجب على مطلِقه تحديد الهدف من خلال المؤشر، ليرسل إشارة للنظام الكلي بالهدف المراد قبل إطلاقه.
وذكرت الشركة أن "تصميم الإطلاق الناعم يتيح استخدام "Javelin"، بأمان، من داخل المباني أو المخابئ".
ويزن نظام الصواريخ المحمول؛ أي منصة الإطلاق مع الصاروخ، 22 كلغم، في حين يبلغ وزن الصاروخ وحده 14.9 كلغم.
ويهزم "Javelin" جميع الدروع المعروفة والمتوقعة في ساحة المعركة، لتشمل دبابات القتال الرئيسية والأهداف الأكثر ليونة، ويمكن إطلاقها في أوضاع الهجوم العلوية أو المباشرة.
أما "Bloomberg"، فذكرت أن "Javelin" تحول إلى سلاح فعال في أيدي الجيش الأوكراني، الذي تمكن، من خلال الصاروخ، من تدمير المركبات العسكرية الروسية، من مسافة تبلغ 4 كلم.
وساهم صاروخ "Javelin" الأمريكي الذي يعني "الرمح"، ولفت الأنظار إليه، في دعم صمود أوكرانيا ضد الجيش الروسي، لدرجة أن الأوكرانيين رسموه كأيقونة دينية، ووصفوه بـ"حامي أوكرانيا".
فالصاروخ الملقب بـ"صائد وكابوس الدبابات" حظي بإشادات أمريكية وأوروبية؛ لأنه لعب دورا أساسيا في منع روسيا من تحقيق نصر سريع، في الأيام الأولى للحرب الأوكرانية، فقا لخبراء عسكريين.
عيوب "Javelin"
ورغم قوته، لا يخلو "Javelin" من بعض العيوب؛ إذ يمكن للدبابات إطلاق النار على مستخدمه، حال اختبائه وراء تلة أو شجيرة.
كما أنه باهظ الثمن ومعقد في الإنتاج؛ حيث تتراوح تكاليفه ما بين 80 ألف دولار و200 ألف دولار لكل صاروخ، وفقا لآميل كوتلارسكي، المحلل البارز في مؤسسة "جينيس" الدفاعية.
ومن جانبه، قال المحلل العسكري الروسي، فلاديمير سيفكوف، في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن القتال بأوكرانيا أثبت عدم فاعلية "Javelin" ضد المعدات العسكرية في المناطق السكنية.
وأضاف أن "مفهوم "Javelin" نفسه مشكوك فيه، إلى حد ما"، موضحا أنه "يستهدف فقط العربات المدرعة الدافئة، وإذا كانت باردة، فلا يستطيع فعل شيء".
كما أشار المحلل الروسي إلى أن "هذا الصاروخ يتطلب منه التعرف على الهدف، بشكل مستقل، والتقاطه، ومن دون ذلك، لا يمكن إطلاقه".