تعيينات 20 غشت.. خمس رسائل لمن يهمه الأمر

بنشعبون يؤدي القسم أمام الملك بعد تعيينه وزيرا للاقتصاد والمالية
موسى متروف

إذا كان لا يخفى البعد التقنوقراطي في تعيين محمد بنشعبون على رأس وزارة الاقتصاد والمالية، وما يعنيه من تكريس لهذا البعد في حكومة سعد الدين العثماني، فإن تعيين أربع سفراء جدد لا يخلو من رسائل إلى من يعنيهم الأمر.

تكريس التقنوقراطي

محمد بنشعبون وزير الاقتصاد والمالية الجديد تقنوقراطي بامتياز، فهذا الحاصل على الحاصل على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للمواصلات بباريس، وباستثناء الفترة التي شغل فيها منصب مدير في إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مكلفا بتنسيق المشاريع الشاملة لعدة قطاعات لصالح وزارة الاقتصاد والمالية، وبداية مشواره المهني في "ألكاتيل ألستوم المغرب"، قضى عمره المهني في البنك الشعبي.

اقرأ أيضا: من يكون وزير الاقتصاد والمالية الجديد؟

سفير من "الوزن الثقيل"

تعيين يوسف العمراني، الذي كان وزير منتدبا لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، قبل أن يحط الرحال بالقصر الملكي مكلفا بمهمة بالديوان الملكي، سفيرا بدولة جنوب إفريقيا، يعني أن الملك محمد السادس يريد أن يطور علاقات المغرب مع هذا البلد الإفريقي الهام، الذي بدأت تتحسن علاقاته مع المملكة، منذ لقاء العاهل المغربي بالرئيس السابق جاكوب زوما، والاتجاه الإيجابي الذي بدأت تأخذه العلاقات بين البلدين منذ تولي الرئاسة سيريل رامافوزا. لذلك يبدو تعيين سفير من "الوزن الثقيل" مفهوما في هذا السياق.

امرأة رائدة

ثاني إشارة دالة في تعيينات الاثنين 20 غشت، تكليف رجاء ناجي مكاوي، أول سيدة تلقي درسا حسنيا أمام أمير المؤمنين محمد السادس وعضو المجلس العلمي الأعلى، سفيرة لدى بابا الكاثوليك بالفاتيكان.

تعيين سفيرة من هذا الوزن "الديني" والعلمي، هي التي كانت أيضا أول مغربية تحصل على الدكتوراه في القانون من جامعة محمد الخامس في الرباط، يأتي في منطق تكريس دور المرأة في المجالين الديني والدبلوماسي في آن واحد.

السفير الخبير

لا يعني تعيين محمد على الأزرق، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي إلى حدود أمس الاثنين، والذي منحه الملك محمد السادس وسام الاستحقاق الوطني في عيد العرش الأخير، وهو الرجل الذي خبر طويلا دهاليز الدبلوماسية المغربية، سفيرا بتركيا إلا أن ملك البلاد يريد دفعة قوية للعلاقات بين مملكته وجمهورية طيب رجب أردوغان. وهي العلاقات التي ما فتأت تتطور والتي توجت باتفاق للتبادل الحر بين البلدين المسلمين.

ثالث ثلاثة

يعد خالد الناصري ثالث قيادي في حزب التقدم والاشتراكية يعين سفيرا بعد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام للحزب، الذي عين لفترة قصيرة بإيطاليا، وامحمد اكرين السفير الحالي بلبنان. تعيين وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق سفيرا بالمملكة الأردنية الهاشمية (غير بعيد عن لبنان) خفف على أعضاء حزب "الكتاب" من ثقل خبر حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء الذي كان بطعم "إعفاء" شرفات أفيلال، بعد الإعفاءات التي طالت وزيرين وهما نبيل بنعبد الله والحسين الوردي، القيادي في الحزب ذاته.