تقرير: 90 في المائة من المغاربة ينقرون على "الروابط الخبيثة" لاختراق الحسابات

بشرى الردادي

كشف تقرير صادر عن "Visa"، الشركة العملاقة المسؤولة على المعاملات المالية بالبطاقة البنكية، أن "تسعة من كل عشرة (92 في المائة) من المحتمل أن يتجاهلوا العلامات التحذيرية، التي تشير إلى نشاط إجرامي عبر الإنترنت".

وحسب نفس المصدر، فإن "ما يزيد قليلا عن واحد من كل ثلاثة أشخاص (33 في المائة) من المغاربة وقع ضحية لعملية احتيال مرة واحدة، على الأقل".

وتابعت "Visa" أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن 12 في المائة من المغاربة تعرضوا للخداع، عدة مرات".

كما سجلت أن "أكثر الناس عرضة للنصب المالي؛ هم الأطفال بنسبة 36 في المائة، ثم المتقاعدون بنفس النسبة".

وأرجع التقرير سبب وجود أرض خصبة للنصب في المغرب إلى "الثقة الزائدة للمغاربة"، أو ما يصطلح عليه "النّيّة"، مؤكدا أن "أغلب عمليات النصب تحتاج، ضرورة وشرطا، موافقة من الضحية".

أشهر طرق النصب

في الحالة الأولى، يطلب النصاب من الضحية المعلومات الخاصة ببطاقته البنكية، بعد حصوله على معلوماته الشخصية؛ كالهاتف، والاسم الكامل، والإيميل.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن معلومات المغاربة متوفرة، بكثرة، على الإنترنت، بسبب قرصنة العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، وتسرب معلومات المستخدمين بالملايين، ومنهم المغاربة، بشكل كبير، (Adobe في عام 2013، وYahoo في 2014، وFacebook في عام 2019، وYoutube في عام 2020)".

وبعد حصول النصاب على المعلومات الشخصية بالضحية عن طريق "Deep Web"، يتصل به، منتحلا صفة مسؤول لدى إحدى شركات الاتصال، أو الأبناك، أو المؤسسات الحكومية، للحصول على معلومات البطاقة البنكية.

يتحدث مع الضحية، ويعتمد هنا على صفتين بشريتين؛ هما الطمع والخوف، ويخبره سواء بفوزه بجائزة ما، أو باستفادته من دعم معين؛ بحيث يخبره بأنه سيحرم منه، في حال إذا لم يقم بما يمليه عليه بسرعة. وبكل وقاحة، يتواصل معه، مجددا، للحصول على الكود الذي توصل به عبر رسالة "SMS".

ونشير هنا إلى أنه لا وجود لمؤسسة في المغرب، عامة كانت أو خاصة، تطلب من المواطنين معلومات متعلقة بالبطاقة البنكية.

طريقة أخرى للنصب، هي إرسال هدية رخيصة إلى عنوان الضحية، وإخباره بأنه بإمكانه ربح المزيد إن شارك في مسابقة ما "Tambola"؛ بحيث يصبح مطلوبا منه إدخال معلومات بطاقته البنكية. يطمع الضحية في المزيد، فيتجاوب مع النصاب.

أما النوع الثالث من النصب، فيستهدف المغاربة الراغبين في الحصول على فيزا السفر، وخصوصا "فيزا شنغن".

ويشار هنا إلى أن أغلب الدول الأوروبية تعتمد نظام وسيط، عبارة عن شركات خاصة مهمتها تسيير المواعيد؛ بحيث تمد السفارة بالملفات.

ولهذه الشركات مواقع تعلن من خلالها عن المواعيد، ومن الخطوات الأساسية للحصول على الموعد دفع تكاليف الشركة، والوسيلة الوحيدة للقيام بذلك هي البطاقة البنكية. ومدة الدفع تتراوح ما بين 5 و10 دقائق، وإلا ستلغى العملية برمتها؛ وهو ما يعتبر أمرا صعبا على الكثيرين. لذلك، يستعينون بسماسرة.

وضمن هؤلاء السماسرة، يوجد عدد لا بأس به من النصابين، الذين يستعينون بروابط احتيالية لا فرق بينها وبين الروابط الحقيقية سوى حرف واحد لا يفطن الضحية إليه، بسبب ضغط اللحظة، ليتفاجأ يوم الموعد بأنه غير مدرج ضمن لائحة المستفيدين.

فئة أخرى تتعرض للنصب، بشكل كبير، هم المستفيدون من الدعم المباشر، وخصوصا من ساكنة البوادي؛ بحيث يمثلون، ببساطتهم، الضحايا المثاليين.

هؤلاء الأشخاص يكون حسابهم مربوطا بالهاتف؛ لأنه مجاني، بدل الحساب البنكي.

وفي أغلب الأحيان، يكون النصاب أحد أبناء المنطقة، نظرا لعدم توفر معلومات ساكنة البوادي في الإنترنت. يتصل بالضحية منتحلا صفة ما، ويخبره، مثلا، بأن هناك دعما جديدا، أو أن أمواله ستصل قبل الوقت المحدد.

يحصل النصاب على المعلومات الشخصية للضحية، ومنها رقم الحساب، ويبدأ في إنشاء حساب على هاتفه، في الوقت الذي مازال حساب الضحية منشئا في الوكالة فقط.

وما يجب على هاته الفئة أن تعلمه هو أنه لا وجود لأي شخص، مهما كانت صفته، من حقه طلب معلومات شخصية من هذا النوع.

النوع الرابع هو نصب الأبناك؛ بحيث يتوصل الضحية برسالة "SMS" تتضمن رابطا باسم البنك. وليتم ضمان نقره على الرابط، يخبره النصاب بأنه فاز بجائزة ما، أو يخيفه عن طريق إيهامه بأن حسابه سيتعرض للتهكير.

وحين النقر على الرابط الاحتيالي، يظهر موقع البنك بالشكل المعتاد، بفرق واحد؛ هو اختلاف أحد الأحرف، والذي لا يتم الانتباه له.

وحين يدخل الضحية المعلومات الخاصة بحسابه البنكي، ينسخ النصاب كل شيء في هاتف آخر، ويستطيع الدخول إلى هذا الحساب عبر الرابط الأصلي بموقع البنك.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا وجود لأي بنك في المغرب يرسل إلى مستخدميه رابطا من أي نوع كان.

أما أخطر أنواع النصب؛ فهو الخاص بعروض الربح السريع، والذي يظهر أن الكثير من الضحايا هم أشخاص متعلمون؛ بمعنى "عايقين وفايقين".

وما يحدث هو أنك تصادف إعلانا حول العمل من البيت، وبدون دبلوم، مقابل 3000 درهم في اليوم الواحد! عرض مغر؟ أليس كذلك؟

بالفعل، تربح مع الشركة المحتالة، رغم أنها تكلفك بمهام تافهة، كوضع لايك أو تعليق على إحدى المنشورات عبر الإنترنت.

وبعد مدة معينة، يخبرونك بأنك انتقلت إلى مستوى المستثمر؛ بحيث بات بإمكانك منحهم مبلغا ما، وسيرجعونه لك مضاعفا، بعد فترة معينة.

ومجددا، يتم كل شيء على ما يرام، فتطمأن أكثر وتطمع أكثر، إلى أن يصلوا معك إلى مبالغ كبيرة جدا، وهنا تسقط الأقنعة، لتكتشف الحقيقة: "مبروك عليك النصبة".