فرض أنصار جبهة "البوليساريو"، ادراج اسم عبد العزيز المراكشي، زعيم الجبهة الانفصالية الراحل، ضمن الشخصيات التي سيتم تكريم مسارها خلال ملتقى الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، والذي يشارك فيه وفد مغربي، يضم عدداً من أعضاء شبيبة حزب التقدم والاشتراكية. هذا التكريم، سيغيب عنه شباب الجبهة، حسب مصدر من الوفد المغربي، إذ لم يستطيعوا المشاركة في الملتقى، بعد منعهم من السفر من طرف السلطات الروسية، وذلك لأسباب إجرائية فقط، بعدما لم يحترموا المسطرة التي وضعت لأجل ذلك، ليعودوا من مطار الجزائر العاصمة إلى تندوف. مصدر آخر، ربط عدم مشاركة وفد البوليساريو، بمحاولة سفرهم عبر طائرة عسكرية وضعتها الجزائر رهن إشارتهم، وذلك ما رفضته روسيا، لتغيرها الجزائر بأخرى مدنية، لكن لم يستطع الوفد اتمام الإجراءات في الوقت المحدد.
إسماعيل الحمراوي القيادي بشبيبة حزب التقدم والاشتراكية، تحدث عن تفاصيل مشاركتهم في الملتقى الذي يقام حاليا بمدينة سوتشي في روسيا. وكشف لـ"تيل كيل عربي"، أن ادراج اسم عبد العزيز المراكشي، لم يكن خلال الملتقى، بل تم اقراره قبل انعقاده، وذلك خلال آخر اجتماع للمجلس المركزي للاتحاد الدولي للشباب والديمقراطية. وعن طبيعة التكريم وهل حضره الوفد المغربي، أشار الحمراوي إلى أن النشاط مر موازياً فقط لأشغال الملتقى، وشارك فيه قرابة 150 مشاركاً في الوقت الذي عرفت الجلسة الافتتاحية للملتقى حضور 28 ألف مشارك.
وأوضح المصدر ذاته، أن التنظيمات الشبابية السياسية المغربية، تغيب عن حضور اجتماعات الجهاز التنفيذي للاتحاد، بعدما طردت من الأخير عام 2010، على خلفية خلاف تطور إلى مواجهة مباشرة بين شبيبات أحزاب الاتحاد الاشتراكي والطليعة الديمقراطي الاشتراكي والاستقلال والحزب الاشتراكي الموحد من جهة، وشباب جبهة "البوليساريو".
وتابع الحمراوي، أن "غياب المغرب طيلة 7 سنوات الماضية، مكن خصوم وحدته الترابية من توجيه دفة مواقف الشبيبات الحزبية الديمقراطية حول العالم لما يخدم أجندة البوليساريو ومن يدعمها".
وعن الجهات التي دفعت بإدراج اسم عبد العزيز المراكشي، إلى جانب كل من فيدل كاسترو وأرنستو غيفار، قال الحمراوي لـ "تيل كيل عربي"، إن شباب تنظيمات الجزائر وجنوب إفريقيا وإقليم كتالونيا الاسباني بالإضافة إلى فينزويلا وكوبا، هم من اقترحوا اسمه وتم إقرار ذلك. وزاد "لا نستطيع خلال الملتقى منع ادرج اسم عبد العزيز المراكشي خلال لحظة تكريم عدد من الشخصيات. القرار اتخذه الجهاز التنفيذي للاتحاد، ولا يمكن بأي حال التراجع عنه. لكن سجلنا احتجاجنا، ودعمتنا التنظيمات الشبابية السياسية الممثلة لعدد من الدول".
وشدد المصدر ذاته، على أن شباب التقدم والاشتراكية، اختاروا قبل عامين الرجوع والمشاركة في ملتقيات الاتحاد، كما أشار إلى أن عودتهم "استلزمت مساراً طويلاً من المفاوضات والمشاورات" سواء داخل تنظيمهم أو مع باقي الشركاء، وربط هذا القرار بـ"القطع مع سياسة الكرسي الفارغ"، معتبراً أنه "لا يمكن أن نقاطع أي مكان توجد فيه الجبهة الانفصالية. واخترنا أن نشارك في الملتقى للتعريف بوجهة نظر المغرب بخصوص هذا النزاع. سياسة الكرسي الفارغ أصبحت متجاوزة، ونحن نتابع اليوم كيف أن المغرب اختار العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي رغم تواجد ممثلين للجبهة الانفصالية داخل مختلف أجهزتها".