تتواصل لليوم الثاني، الحملة الوطنية لتلقيح الأطفال المغاربية الذين يبلغون ما بين الـ12 والـ17 عاماً، في خطوة يستهدف منها المغرب، إنطلاقة الموسم الدراسي الجديد، دون مخاطر سلالة "كورونا" المستجد "دلتا"، والتي أظهرت الدراسات أنها تستهدف الأطفال.
الحملة التي انطلقت رسمياً، يوم أمس الاثنين 31 غشت المنصرم، بالرباط، ترافقها تخوفات وتساؤلات للأسر، تهم أساساً، سلامة تلقيح أطفالهم، وهل من الصحي تطعيم صغار السن ضد "كوفيد-19".
"تلكيل عربي" تواصل مع الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، والذي سبق له وأصدر ورقة بحثية مفصلة، تناول من خلالها الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، حول الحاجة لتلقيح الأطفال.
*لاتزال مجموعة من الأسر تعبر عن مخاوفها من تلقيح أطفالها ضد "كورونا" المستجد. كيف يمكن طمأنتها؟ وهل هناك دراسات عملية توصي بتطعيم الأطفال؟
أولاً تعرفون جيداً أنه سبق ونشرت ورقة بحثية تناولت من خلالها، مجموعة من الجوانب التي تؤكد على ضرورة تطعيم الأطفال الذين يبلغون 12 عاماً فما فوق ضد فيروس "كورونا" المستجد.
بالنسبة لنتائج التجارب السريرية، هناك دراسات أنجزت في أمريكا كندا ودول أوروبا، تؤكد فعاليات اللقاح بالنسبة للأطفال، وحسمت أنه آمن.
الأسر من حقها أن تطرح سؤال: هل هناك حاجة لتلقيح أطفالنا؟
والجواب هو أن هناك دراسات أظهرت أن متحورة "دلتا" تشكل خطرا على الأطفال، ويمكن أن تنتشر داخل المدارس، ما سوف يطرح صعوبة إنطلاقة موسم دراسي آمن في المغرب، خاصة وأننا نعول على أن يكون بنمط التعليم الحضوري.
ما يروج في وسائط التواصل الاجتماعي ليس مقياسا، لأنه في الواقع الأسر المغربية مقبلة على التلقيح، بالرغم من أن التخوفات مشروعة، ولكن اليوم كما قلت في السابق، الدراسات العلميةأكدت أناللقاح آمن وفعال بالنسبة للأطفال.
والدليل على أن ما يروج لا يعكس الواقع، هو أن الحملة الوطنية لتلقيح الأطفال، وحسب الأرقام الرسمية، سجلت خلال اليوم الأول تلقيح أكثر من 32 ألف تلميذ وتلميذة، وهذا العدد سوف يرتفع مع تواصل الحملة.
*هل يحتاج الأطفال الذين أصيبوا بـ"كوفيد-19" للقاح؟ أم أن المضادات التي أفرزها جسدهم خلال فترة الإصابة كافية لتعزيز المناعة ضد الفيروس؟
لحدود اللحظة، الدراسات توصي بتلقيح الأطفال وإن تمت إصابتهم بالفيروس، مع ضرورة ضمان فترة ما بين الشفاء والجرعة الأولى تصل إلى شهر واحد.
*لكن هناك أوساط طبيبة حتى في المغرب توصي بعدم تلقيح الأطفال الذين أصيبوا بالفيروس، وتدفع بأنه جسدهم حقق مناعة قد تستمر معهم لمدة سنة!
من الناحية العلمية، المؤكد لحدود اللحظة بحسب الدراسات المنجزة، الأطفال الوحيدين الذين لا يجب تلقيحهم، هم من أصيبوا بـ"بكوفيد-19"، وظهرت عندهم حالة التهاب كبيرة تصيب الجسم كله.
هذه الفئة، هناك تخوف من أن يتسبب التلقيح بنفس الأعراض، لذلك، من باب الاحتياط ينصح بأن لا يشملهم التطعيم.
ولحدود اللحظة، يجب الإشارة إلى أنه ليس هناك أي دراسة، تحسم عدم حاجة الأطفال للتلقيح بعد إصابتهم بالفيروس، وجميع السلط الصحية في العالم، أوصت بتطعيم الأطفال وإن أصيبوا من قبل بـ"كوفيد-19".
كما أننا لازلنا ننتظر إنتهاء الدراسات في ما يتعلق بالمناعة وتأثير المتحورات خاصة منها متحور "دلتا".
*هناك من يدفع بأن اللقاح ضد "كورونا" المستجد يمكن أن يضر بالجهاز المناعي الذاتي لهذه الفئة؟
التلقيح لن يضر أبدا بالمناعة الذاتية للأطفال.
يجب أن نعرف جيداً أنه من الناحية العلمية والصحية، جهاز المناعة ليست كتلة واحدة، لأن اكتساب المضادات الجسدية ضد الأمراض والأوبئة، يشتغل وفق نظام يطور كل مناعة بشكل منفصل عن الأخرى.
وللتبسيط، يجب أن تفهم الأسر، أن تلقيح أطفالها ضد "كوفيد-19"، يكسب مناعة ضده لوحده، ولا يؤثر باق وظائف الجسد.
الطفل حتى سن عامين ونصف يستفيد من 14 لقاحا، بل جسده يمكن أن يتحمل ألف لقاح، والتطعيم منذ الصغر الهدف منه امتلاك الجسد لمعلومات مخزنة حول الأمراض والأوبئة التي يمكن أن تصيبها، وكان تؤدي إلى وفيات بالآلاف قبل وجود لقاحات مضادة لها.