يوسف القاضي
لا يمكن لأحد أن ينكر دور المهرجانات في التعريف بالتنوع الثقافي والحضاري للمدن والهوامش، ولا يمكن أن ننكر الرواج التجاري الذي تعرفه المناطق المنظمة لهكذا مهرجانات، خاصة المعروفة والتي تتوافد عليها الوفود محليا ووطنيا.
مهرجان تملسا، أو مهرجان الزي في بومالن دادس، والذي دأبت فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة على تنظيمه منذ مدة، بات يجذب إليه أنظار الزوار المحليين ومن مناطق أخرى.
المهرجان، وإن أخذ الزي وصفا خاصا للمهرجان، إلا إنه يقيم فنونا اخرى موازية للحدث، من قبيل: معرض للصناعة التقليدية، سباق رياضي على الطريق، ندوات فكرية، عروض التبوريدة، وسهرات فنية.
المهرجان يساهم في تنظيمه مجموعة من الشركاء من هيئات سياسية، وأخرى مدنية ومؤسسات اعلامية وشركات الخواص.
ومن بين الملاحظات التي تثيرني في هذا المهرجان، هو مسألة تخصيص جائزة أو تنظيم مسابقة لاختيار أحسن الزي التقليدي، وكأن لجنة التنظيم أو المسؤولين على هذا الشق في المهرجان، لا يعتقدون أن مسألة اختيار أحسن لباس تقليدي، هو دوران في دائرة الفراغ. وتبخيس لهذا الزي، بحيث لا يمكن الجزم أن لباسا معينا أحسن من الآخر، خاصة في اللباس التقليدي.
لماذا؟ بكل بساطة لأن اللباس التقليدي وراءه حضارة، وراءه ارث ثقافي يمتدد لسنوات. وليس من الصواب أن تأتي لجنة لتقييم هذا الارث العظيم، على حساب ثقافات أخرى.
مسألة تقييم اللباس التقليدي، هي مسألة غير عادلة، وليست أصلا موضوعا للتقييم والاختيار، لأن اللباس التقليدي فرضه التاريخ والجغرافية، وليس معطى وليد اليوم.
مسألة اختيار أحسن زي تقليدي، يجب فيها إعادة النظر، لأن جميع الأزياء التقليدية كلها دون استثناء متميزة، ولا يمكن أن تخضع للتقييم.
وأكثر من هذا يجب دعم النساء المحافظات على هذا الإرث العظيم، وتشجيعه، وتسويقه، وتربية النشء للحفاظ عليه، ليس فقط في المناسبات، ليكون حاضرا في المحافل اليومية، كما كان من ذي قبل.