توبيخات وتعليق للتفاعل.. ملف الصحراء يصدع جدران الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا

بشرى الردادي

كشفت وسائل إعلام جنوب إفريقية أن ملف الصحراء المغربية تسبب في صراع بين النخب السياسية للبلاد؛ حيث طلب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (الحزب الحاكم) من نائب رئيس لجنته للعلاقات الدولية، أوبيد بابيلا، توضيحات بشأن التصريحات التي أدلى بها في الرباط، يوم 7 أكتوبر الجاري.

وحسب المصادر ذاتها، وبخ الحزب بابيلا، معتبرا أن تصريحاته "تتعارض" مع سياسة الحزب ومواقفه الداعمة لجبهة "البوليساريو" الانفصالية؛ حيث طالبه بتقديم توضيحات بهذا الخصوص.

وفي انتظار هذه التوضيحات، أمر الحزب بتعليق أي تفاعل غير رسمي باسم الحزب مع المملكة أو أي حكومات أو ممثلين سياسيين آخرين، قد تتعارض سياستهم مع سياسته الرسمية، حتى إشعار آخر.

وسجلت المصادر الإعلامية خشية الحزب أن تكون تصريحات بابيلا قد أحدثت لبسا حول موقفه من الكيان الانفصالي؛ حيث سارع إلى التأكيد على مواصلته العمل مع حلفائه، ولاسيما الجزائر، لصالح جبهة "البوليساريو" الوهمية.

يشار إلى أن بابيلا دعا، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، إلى تكثيف العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلاده والمغرب.

وحث المسؤول الجنوب إفريقي، وهو أيضا عضو باللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، المقاولات المغربية، على الاستثمار في جنوب إفريقيا؛ على غرار العديد من الشركات الجنوب إفريقية التي، حسب قوله، موجودة بالفعل في المغرب.

وعلى المستوى المتعدد الأطراف، أشاد بابيلا بعودة المغرب إلى الدائرة الإفريقية، وهو الفضاء الذي يمكن للبلدين "العمل معا في إطاره لرفع التحديات التي تواجه إفريقيا".

من جهة أخرى، ذكر نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمؤتمر الوطني الإفريقي بالدعم الذي قدمه المغرب لنضال جنوب إفريقيا، من أجل نيل الاستقلال، مضيفا أن المملكة كانت من بين الدول الأولى التي زارها زعيم جنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، سنة 1994، بعد استقلال بلاده، من أجل التعبير عن شكره للشعب المغربي، لمساهمته في تحرير جنوب إفريقيا، واستكشاف سبل تعزيز العلاقات الثنائية.