انطلقت، عشية اليوم الاثنين، بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، فعاليات جامعة المعتمد ابن عباد المفتوحة في دورتها الـ38، التي تعد أحد الأنشطة الرئيسية لموسم أصيلة الثقافي الدولي.
وافتتحت الجامعة بكلمة ألقاها الوزير السابق، محمد بنعيسى، بصفته الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إلى جانب كلمة ألقيت بالنيابة عن وزير الخارجية، ناصر بوريطة، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد.
وتضمنت الجامعة ندوة أولى بعنوان: "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة"، ستتلوها ندوات أخرى حول "النخب العربية في المهجر: التحدي القائم والدور الممكن"، و"إفريقيا والغرب: الموروث والمأمول"، و"الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟"، و"قيم العدالة والنظم الديمقراطية"، و"العرب اليوم وأعباء الفراغ الإستراتيجي"، و"الذكاء الاصطناعي: أي حكامة في إفريقيا في عصر الرقمنة؟"، و"التشظي الجيوسياسي والمناخ والهجرة والأمن الغذائي: الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا"، و"شمولية الثقافة وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد الثقافية"، و"التحولات الطاقية: التحديات والآفاق بالنسبة لإفريقيا والدول العربية وأوروبا".
وجاء في الورقة التقديمية للندوة الأولى حول "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة" أنه "في شتى أنحاء إفريقيا، ما زال المؤرخون والمثقفون والسياسيون يذكرون، بامتعاض، تلك السفالة التي طبعت مؤتمر برلين لعام 1885؛ حيث تقاسمت القوى الأوروبية الرئيسية أراضي وموارد إفريقيا فيما بينها".
وتابعت الورقة المؤطرة للندوة أن "القوة الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية لكل طرف كانت بمثابة المحدد الذي شكل خريطة إفريقيا"، مضيفة: "لقد أقدموا على ذلك وكأن القارة لم تكن مأهولة، ولم يكن لديها تاريخ أو ثقافة أو تقاليد تستحق الحفاظ عليها. فقد كان الأفارقة وكياناتهم السياسية خارج اهتمامات ومعادلات القوى الأوروبية".
وأشارت الورقة إلى أن "معظم المفارقات الجغرافية والسياسية الناتجة عن ذلك التقسيم لا تزال تشغل عقول صناع القرار في إفريقيا. لقد كان لتقسيم القارة والاحتلال الاستعماري الذي أعقبه آثار مدمرة على المجتمعات والكيانات السياسية التي سبقت الاستعمار؛ حيث وجدت الأوضاع الإنسانية والديناميات السياسية والاقتصادية والثقافية الداخلية نفسها معلقة أو متغيرة أو حتى ملغاة، إن لم نقل مختفية تماما. إن توزيع الأراضي، ولاسيما ترسيم الحدود المصطنعة، لا يزال يتحكم في تشكيل الشؤون الراهنة للشعوب والبلدان الإفريقية في جميع المجالات تقريبا".