بالنسبة لجامع بيضا، مدير أرشيف المغرب وأستاذ التاريخ المعاصر، تدريس المواد العلمية باللغة العربية في أيامنا هذه، لا يخدم المغرب ولا المغاربة
"أعتقد أن مستقبل أبناء المغاربة قضية تكتسي أهمية قصوى ولا يجب تركها للمزايدات السياسوية والتموقعات الإيديولوجية الخالصة.
ومع احترامي الكامل للغة العربية التي أعزها بشكل خاص، فالبراغماتية في أبسط درجاتها تقول إن تدريس المواد العلمية – وهي رافعة التنمية في بلدي- باللغة الضاد في أيامنا هذه لا يخدم المغرب ولا الشباب الذين سيكون عليهم البحث غدا من مناصب شغل وفرص لتطوير مسيراتهم على تراب بلادنا وفي البلدان الأجنبية.
وأعتقد أن اللغة الفرنسية برهنت عن قدراتها بالمغرب منذ عقود طويلة. فهي، كما قال الكاتب الجزائري كاتب ياسين "غنيمة حرب"، وليس عيبا البتة تبني هذه اللغة كأداة للانفتاح على العالم. وإن كان بمقدورنا أن نضيف إليها الإنجليزية، ستكون المنفعة أكبر بالنسبة لشبابنا، ولمصالح بلادنا على المديين المتوسط والبعيد.
وليس لدي شك أن لغتينا الرسميتين، وهما الأمازيغية والعربية، ستجدان بالضرورة مجالات أخرى للعب دورهما الوطني والهوياتي.
يدفع بعض الأشخاص بحجة مفادها أن الازدهار والتطور مستحيلان بدون اعتماد اللغة الأم في كل حقول المعرفة. لهؤلاء أقول بكل بساطة إنني لا أعرف مغاربة لغتهم الأم هي العربية الفصحى !"