وثق تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" تزايد عدد البريطانيين المتوجهين إلى دول مثل المغرب ومصر وتونس.
وكشفت شركة السفر "توي" أن حجوزات الرحلات شهدت زيادة على الصعيد المغربي، وارتفعت بـ30 في المائة بالنسبة لمصر، في حين سجّلت تونس نموًا مزدوج الرقم.
وفي هذا الصدد، قال الزوبير بوحوت إن انفتاح السوق البريطانية على المغرب ليس وليد السنوات الماضية، بل تعتبر من الأسواق التي شهدت نموا كبيرا في العشر سنوات الماضية منذ 2013 إلى 2024، وحسب الإحصائيات الرسمية، شهد السوق نموا مضاعفا مرتين أكثر من المعدل، في المقابل ارتفع عدد السياح الذين اختاروا المغرب كوجهة بنسبة 73 في المائة خلال نفس الفترة، منها 82 في المائة لمغاربة العالم و65 في المائة السياح الدوليين.
وأشار الخبير السياحي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، إلى أن السوق البريطانية شهدت زيادة بنسبة 148 في المائة، في حين أن الأسواق الأجنبية ارتفعت بنسبة 65 في المائة فقط، أي انتقلنا من 403 آلاف سنة 2013، إلى تقريبا مليون سنة 2024، من السياح الإنجليز.
وبناءً على ما جاء في موقع frettour.com، شهدت السياحة المغربية زيادة ملحوظة في أعداد السياح البريطانيين خلال السنوات الأخيرة. حيث أظهرت الإحصائيات أن المغرب استقبل في عام 2024، 998 ألف زائر بريطاني، مع ارتفاع في الإنفاق السياحي ليصل إلى حوالي 828 مليون جنيه إسترليني.
وذكر المصدر ذاته، أن هذا النمو يعزى إلى جاذبية المغرب الثقافية والتاريخية، بالإضافة إلى قربه الجغرافي وسهولة الوصول إليه مقارنة بوجهات أخرى. كما أصبح المغرب خيارًا مفضلًا للسياح البريطانيين الباحثين عن تجارب سفر مميزة بعيدًا عن الوجهات الأوروبية التقليدية، مما يعكس تحوّلًا في أنماط السفر نحو رحلات أكثر عمقًا وخصوصية.
وأبرز بوحوت، في معرض حديثه، أن السوق الفرنسية عرفت زيادة بنسبة 36 في المائة، واسبانيا 119، وإيطاليا 92 في المائة. إذن، إنتعاشة السوق ليست وليدة اليوم.
وفي سياق متصل، قال بوحوت، إن نفس الملاحظة يمكننا أن نسجلها على ليالي المبيت، فما بين 2013 و2024 شهدت زيادة بنسبة 50 في المائة، وإذا ركزنا على ليالي المبيت للسياحة الدولية فقد ارتفعت بـ44 في المائة، في حين أن السوق البريطانية ارتفعت ب156 في المائة، هذا يؤكد منحى أهمية السوق ولكن لا يمكن بتاتا بهذه الأرقام أن ننافس أسواق جنوب أوروبا، من قبيل إسبانيا والبرتغال مثلا.
وأضاف بوحوت، أنه في الوقت الذي استقبل المغرب 676 ألف سائح إنجليزي سنة 2023، فقد استقبلت إسبانيا 17,8 مليون سائح إنجليزي في نفس السنة، كما استقبلت فرنسا 9.1 ملايين، والبرتغال 3.9 ملايين، واليونان 4.1 ملايين. إذن، لا يمكننا أن نقول بأنه بهذا الآداء يمكننا أن ننافس دولا لديها بنية تحتية كبيرة وعروض كثيرة، من قبيل فرنسا وإسبانيا والبرتغال وحتى تركيا. مشيرا إلى أن عدد الإنجليز الذين زاروا إسبانيا سنة 2023 يضاعف 26 مرة العدد الذي زار المغرب في نفس السنة.
وخلص إلى القول إن المغرب لديه طموح من أجل استقطاب عدد أكبر من السياح الإنجليز، ولكن مسألة العروض تلعب دورا كبيرا، والمنافسة مع الدول التي لديها بنية تحتية قوية أمر صعب جدا.