تحولت رحلة شابتين سائحتين إلى مأساة بعدما تم ذبحهما، على بعد 10 كيلومترات من مركز إمليل السياحي، حيث كانتا تقضيان ليلتهما الأول بالمكان داخل خيمة في منطقة معزولة. جريمة بدأت تُفك خيوطها الأولى بسقوط أول مشتبه به في يد الأمن، وتحديد هوية الآخرين.
قرابة الساعة الثانية من صباح اليوم الثلاثاء، حاصر مواطنون أحد المشتبه بهم في قتل الضحيتين، اللتان تبلغان من العمر 24 و28 سنة، وهما على التوالي دنمركية تدعى لويزا فيسترغر جيسبرسن ونرويجية تُدعى أولاند مارين. وكشف مصدر من إمليل لـ"تيل كيل عربي"، أن سياحاً من جنسية فرنسية هم من اكتشفوا الجثتين، وقاموا بالابلاغ عن الجريمة.
محاصرة أحد المشتبه فيهم من طرف المواطنين، تكللت باعتقاله، وذلك ما أكده بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وذكر أن الاعتقال تم بمدينة مراكش، في إطار تنسيق مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني.
كما قال البلاغ، إن التحقيق متواصل تحت إشراف النيابة العامة، من أجل "تحديد خلفيات ودوافع ارتكاب هذه الجريمة، بينما ستتواصل التحريات لتوقيف أشخاص آخرين، تم تشخيص هوياتهم، وذلك للاشتباه في مساهمتهم في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية".
من جانبه نقل موقع "ميديا 24"، كيف تم تحديد هوية المشتبه بهم في ارتكاب الجرم في حق السائحتين، ونقل الموقع عن مصادره أنهم "ثلاثة، نصبوا خيمة قريبة من خيمة الضحيتين، وهجروها مباشرة بعد وقوع الجريمة".
وتابع الموقع ذاته نقلاً عن مصادره، أنه "تم رصد تحركات المشتبه بهم الثلاثة من خلال كاميرا كانت مثبتة بخيمة أحد المعسكرين بالمنطقة، وذلك ما بين الساعة الثانية والثالثة من صباح يوم أمس الاثنين".
كما أشار "ميديا 24"، إلى "عثور رجال الدرك على بطاقة الهوية الوطنية لأحد المشتبه بهم"، دون أن يؤكد مصدر رسمي أو أمني ذلك.
وتشير معطيات توصل بها "تيل كيل عربي"، أن "الضحيتين، وقبل توجههما إلى منطقة إمليل، قضيتا ليلة السبت/الأحد بمدينة مراكش، داخل أحد الفنادق الصغيرة غير المصنفة، والتي توجد بمنطقة سيدي بولوقات قرب ساحة جامع الفنا، الفندق عرف يوم وقوع الجريمة حلول فرقة أمنية تابعة للشرطة القضائية بمراكش به، لجمع كافة المعطيات والمعلومات والبيانات حول الضحيتين".
وأوضحت المصادر ذاتها، أن السائحتين نصبتا خيمة بمنطقة شمهروش الجبلية المعزولة بجبل توبقال وأقامتا بها ليلة يوم الأحد الماضي، قبل أن يتم العثور عليهما جثتين هامدتين تحملان آثار عنف على مستوى العنق باستعمال السلاح الأبيض، حيث تم فصل رأسيهما عن جثتيهما.
وحسب مصدر من إمليل تحدث لـ"تيل كيل عربي"، بدأت الاتصالات ترد على المرشدين السياحيين في المنطقة من خارج المغرب بشكل مكثف، وقال المصدر ذاته، رافضاً كشف هويته: "وردت اتصالات كثيرة على المرشدين هنا، خاصة الذين يملكون بغالاً تستعمل في الصعود إلى شلال إمليل، وكلها من أناس يقدمون أنفسهم على أنهم صحافيون".
في السياق، علم "تيل كيل عربي"، أن عدداً من المنابر الإعلامية الأوروبية خاصة من الدانمرك والنرويج، بدأت في إيفاد صحافيين إلى المنطقة، من أجل تغطية الحدث، والبحث عن تفاصيل أكثر حول الجريمة.
مصدر "تيل كيل عربي" من إمليل، أضاف أن "رجال الدرك طلبوا من كافة المقاهي والفنادق والمحالات التجارية التي تتوفر على كاميرات مراقبة، تسجيلات التي رصدتها، طيلة الفترة التي حلت بها السائحتين إلى المنطقة وحتى وقت صعودهما إلى منطقة شامهاروش".
للإشارة، قتل السائحتين بتلك الطريقة، والتمثيل بجثتيهما، استنفر كافة المصالح الأمنية بالمغرب والدرك، بل حطت مروحية خاصة لرجال هرمو يوم أمس الاثنين، قادمة من الرباط، تحمل معدات تقنية للمساعدة في مسح المنطقة التي ضرب طوق مشدد حوله، وجمع كافة الأدلة المرتبطة بالجريمة.