سميت مك؟
مينة
نيمرو د لاكارت؟
E50791
أنت تعرض أعمالك، مع الفنان التشكيلي حسن الضرسي، في الرواق البيضاوي الجديد المسمى "Artspace". إقامة معرض بأربعة أيدي، أليس وسيلة لتوسيع الأرباح؟
(يضحك) لا. في هذا المعرض حاولنا أن نقترح على الناس مشروعا تغيب فيه فرديتنا. فالأعمال المعروضة ليست لـ"الضرسي" ولا لـ"بينبين". بل هي نتاج مجهود فنان ثالث، أفضل من هذين الاثنين. منذ مدة ونحن نتطلع إلى التعاون، وتبدو لي النتيجة مثيرة للاهتمام. وقد سبق لي أن خضت التجربة ذاتها مع فنانين آخرين، مثل محمد مرابيطي وعبد الرحيم يامو.
عرضت، هذه السنة، عدة مشاريع بهياكل مختلفة. يبدو أنك تتمتع بما يكفي من القوة لتفرض قواعدك على أصحاب الأروقة؟
إذ لم تكن لديك، وأنت في الـ59، ما يكفي من قوة القرار، فيجب عليك حقا مراجعة أورقك (يضحك). لدي 30 سنة من الحرفة، وبالتالي من الطبيعي أن أٌقرر في بعض الأمور. بعبارة أسهل، سنقول إنه امتياز السن.
هناك من يشتغلون بالفن من أجل العيش، وآخرون من أجل المقاومة، وفئة أخرى حتى يضفوا على أنفسهم طابع المثقف أو الصوفي. ماذا عنك أنت؟
أشتغل بالفن لأنني لا أستطيع فعل شيء آخر. أنا مسكون بعملي هذا. ولو كنت جامعا للوحات لما اقتنيت لوحاتي، فهي محبطة (يضحك). استكشف الانغلاق، مثل تزمامارت (حيث سجن شقيقه لعقدين من الزمن –المحرر-) وأفكار سوداوية أخرى. بالتالي، حين أبدع فلا أستمتع، بل أحرر نفسي من كل ما كان يثقل وعيي طيلة سنوات طويلة. ليس لدي خيار.
البعض يتهمونك بالانتماء إلى فئة تساهم في تحويل الفن المعاصر إلى مجال للبيبل. ما ردك؟
يجب على المرء أن يتحلى بالنزاهة مع نفسه. لما ينجز فنان ما عملا، لا يبيعه للفقراء. يجب أن نتوقف عن الكذب على أنفسنا.
يصعب علينا تحديد قيمتها عالميا. أليست أعمالك بالمملكة أعلى من قيمتها الحقيقية؟
اشتغل بالمغرب والخارج على حد سواء. وأشارك في كل المعارض الدولية، وكنت دائما نشيطا في هذا الوسط، وعلى سبيل المثال، رغم أن عملي مع حسن الضرسي لم يعرض بعد، إلا أنه مطلوب منذ الآن بباريس وبوردو وبرلين.
هل الأثمنة هي نفسها بالمغرب والخارج؟
إنها تتغير. لدي لوحات بيعت بـ40 ألف أو 50 ألف أورو بباريس وغيرها. ويكمن التأكد من هذا على المواقع المتخصصة. وعلى كل حال، لا ألقي بالا لما يقوله بعض الأشخاص في الصالونات المخملية. أنا مشغول جدا بعملي.
"مهرج الملك" نافست على جائزة "رينودو"، وتمت ترجمتها إلى العديد من اللغات، ولكن هل يشتريها الناس؟
تم نشر روايتي في عشر لغات مختلفة، وبخصوص المبيعات، فالنجاح كان اسثنائيا. في فرنسا تم بيع 35 ألف نسخة مع العلم أنني لست كاتبا رائجا. وفي المغرب، بيعت 10 آلاف نسخة، وهذا نجاح منقطع النظير بالنسبة إلى السوق الوطنية.
رغم كل هذا، هناك بعض الأشخاص يقولون إن لي "كاتبا مستأجرا". للأسف بعض الناس أشرار حقا، ولكن لا أبالي، هذا لا يؤثر علي بتاتا (يضحك).
في هذه الرواية، يحكي السارد، وهو والدك، عن تجربته داخل القصر في عهد الحسن الثاني. في الأخير، لم تعطينا سوى بعض الحكايات الظريفة والمؤثرة حول الحياة داخل البلاط. هل تحتفظ بالأسوأ ليكون موضوع كتاب مقبل؟
لقد انتهيت من حكاية أبي وتجربته في القصر. أنا الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على روايتي المقبلة. "زقاق التوبة"، التي تدور أحداثها حول حياة شيخة. وأنا أقضي ليالي معها، أسمع كثيرا العيطة.. إنها فعلا عالم خلاب. والرواية ستصدر في مارس 2019 عن دار "ستوك" بفرنسا، ودار "الفنيك" بالمغرب.
حصلت على وسام جوقة الشرف بفرنسا، ونلت جائزة الديبلوماسية العمومية، وتتم دعوتك لمختلف التظاهرات التي يكون موضوعها هو المغرب.. هل أنت أداة جذب للقوة الناعمة المغربية؟
أنا متعلق كثيرا بفرنسا. عشت فيها ردحا من الزمن، وأرى أنه من الطبيعي أن ينظر إلي كقنطرة بين الثقافتين...
على عكس فنانين آخرين، أنت تقوم بنوع من إعادة توزيع الثروة من خلال مبادرات خيرية. هل هذا هو جانب "المحسن"؟
خلال مسار حياتي، التقيت أشخاصا استثنائيين منحوني الكثير. قاموا بمراجعة وتصحيح كتبي، وبحثوا لي عن ناشرين، بل وعلموني الحرفة... إذا لم أمنح القليل مما أُعطيت، فهذا يعني أنني لا أتوفر على أي حس إنساني (يضحك).
اليوم، يستقبل مركز "نجوم سيدي مومن"، الذي أسست مع نبيل عيوش، ألف طفل يوميا، يتعلمون الموسيقى، والرسم، والرقص. ونحن نواصل العمل، إذ فتحنا مركز "نجوم المضيق" بطنجة. ثم قال لي أحد الولاة المميزين - وهو أحمد حجي- يوما، لماذا لا تؤسس مركزا بأكادير؟ عبد لي الطريق بمنحي فضاء، وأقام حفل عشاء في بيته حضره أعيان الجهة، ونجحنا في جمع الأموال الضرورية لهذا المركز الجديد. وسيفتح مركز "نجوم سوس" أبوابه في 15 مارس المقبل.
وماذا عن المدن الأخرى؟
من المنتظر تشييد مركزين بكل من فاس وأسفي، ولدينا الموارد المالية الضرورية لإنجاز المشروعين. وأنا بصدد إغراء السلطات المحلية بمراكش لإقامة مركز آخر. وتمويل المراكز الخمسة مضمون ما بقي الزمن بدون الحاجة إلي أو إلى نبيل عيوش. يمكنني الموت غدا وضميري مرتاح.
لعلك متحدث بارع حتى تقنع الأغنياء بتمويل مراكز ثقافية بدل شراء سيارات الرولز –رويس...
بل إن الحس الإنساني لبعض الأشخاص هو الذي حسم الأمور. هم يؤمنون بمشروعنا ولكنهم يفضلون البقاء في الظل وعدم الكشف عن هوياتهم. هناك شخص رائع - لن أكشف اسمه هنا - قال لي إنه مستعد لتمويل مشروعين كاملين، ووفى بوعده. واليوم نفكر في إقامة مراكز أخرى بسلا، الناظور، وجدة...
سنختم حوارنا مع الطاهر بن جلون الذي تحول مؤخرا إلى الرسم. هل تلمس براعة في ريشته؟
لن أتحدث عن أعماله لأننا متخاصمان .. سيبدو الأمر كأنني أصفي حساباتي معه. أطلب جوكيرا هنا... بالمقابل، أحب أعمال عبد اللطيف اللعبي.. فيها شيء من ماتيس.
ترجمة: تيل كيل عربي