جمعيات تتهم مهرجانا مسرحيا بـ"بوابة للتعريب وضد الإبداع"

محمد فرنان

ندّدت عدد من الهيئات الثقافية والمدنية والحقوقية بجهة سوس ماسة بما وصفته بـ"الإقصاء الممنهج والمستمر للغة والثقافة الأمازيغيتين" من فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان ربيع المسرح بمدينة تارودانت، معربة عن استيائها الشديد مما اعتبرته "تهميشا متعمدا للوجه الفني والإبداعي الأمازيغي".

وجاء في بيان مشترك توصل "تيلكيل عربي" بنسخة منه، موقع من طرف جمعيات محلية وإقليمية أن هذا الإقصاء يمثل "إنكارا لكل المكتسبات المؤسساتية والدستورية التي راكمها المغرب في المصالحة مع الثقافة الأمازيغية"، مؤكدة أن هذا السلوك "يعكس موقفا عدائيا تجاه مكون أساسي من مكونات الهوية الوطنية"، ومشددة على أن الأمازيغية "ليست شأنا محليا بل شأن وطني لجميع المغاربة".

وأضافت الهيئات أن إدارة المهرجان أقصت الفاعلين المسرحيين الأمازيغيين وغيبت كل الإبداعات المسرحية باللغة الأمازيغية، في تكرار لما جرى في الدورات السابقة، إلى جانب إقصاء الوجوه الإبداعية الأمازيغية في فقرات المهرجان وتغليب فئة معينة، فضلا عن تغييب الأمازيغية في الملصقات والإعلانات الرسمية.

واعتبر البيان أن هذا التعامل من طرف الجهة المنظمة "ينم عن موقف إيديولوجي مناهض للتنوع الثقافي"، وهو ما أظهره "التصميم العام للمهرجان"، الذي تم "تفصيله بشكل نمطي وأحادي يعكس مزاجا ضيقا في فهم الثقافة".

وشددت الجمعيات الموقعة على أن مهرجان ربيع المسرح، الذي يحمل شعار "تارودانت بوابة للإبداع ومنارة للثقافات"، أصبح "بوابة للتعريب وضد الإبداع"، حسب تعبير البيان.

وطالبت الهيئات الثقافية والمدنية والحقوقية الجهات المنظمة باحترام دستور المملكة المغربية، وما يزخر به من تنوع لغوي وثقافي، ودعت إلى تمثيل مختلف خصوصيات مدينة تارودانت، وحذرت من خطورة استمرار هذا "الإقصاء الممنهج"، واعتبرته "تراجعا عن مسار الإنصاف والمصالحة".