دعت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة السلطات المختصة إلى "مواصلة التحقيق والكشف عن المتورطين" في واقعة "اقتحام ثانوية تأهيلية بتالسينت، وتكسير شباك نافذة قسم مادة الفلسفة، وسرقة محتويات خزانة القسم من كتب في الفلسفة والفكر والأدب والشعر، وإحراقها تحت جنح الظلام".
وأعلنت الجمعية في بلاغ توصل "تيل كيل عربي" بنُسخة منه، عن "تضامنه اللامشروط مع الأستاذ الذي استهدف قسمه بهذا العمل الشنيع"، ونددت بهذا "السلوك الإجرامي في حق المدرسة العمومية، ورمزية مادة الفلسفة".
وطالب المكتب الوطني جميع "مدرسات ومدرسي الفلسفة ومفتشاتها ومفتشيها وأصدقاء الفلسفة إلى التبرع بالكتب لفائدة المؤسسة المعنيةّ، مؤكدا عن "استعداده لتنصيب نفسه طرفا مدنيا مطالبا بالحق العام في هذه النازلة".
وأفاد مصدر مطلع لـ"تيل كيل عربي"، في وقت سابق أن "الكتاب الذي لم يحرقه المهاجمون على قاعة الفلسفة بثانوية الخوارزمي التأهيلية في مدينة تالسينت التابعة ترابيا لإقليم فكيك، هو "ظهر الإسلام".
الكتاب في اللون الأزرق الذي تبقى من "واقعة الإحراق"، اسمه "ظهر الإسلام" للمؤلف أحمد أمين الذي "يبحث في الحالة الاجتماعية ومراكز الحياة العقلية من عهد المتوكل إلى آخر القرن الرابع الهجري".
في هذا الصدد، قال عبد الكريم سفير، الكاتب العام للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، في تصريح سابق للموقع، أن "الفعل وصل إلى مستوى حرق الكتب، وهذا فيه رمزية، كبيرة وترجع بنا إلى أحد المشاهد، وهو حرق كتب ابن رشد في الأندلس، بيننا 8 قرون، وننتظر التحقيقات".
في السياق ذاته، حكى رضوان بويمتغان، أستاذ الفلسفة، أنه "منذ سنتين، ونحن نعمل على تزيين قاعة الفلسفة وتجهيزها بلوحات فنية وصور الفلاسفة، والحضارات الانسانية على مر التاريخ".
وتابع المدرس في نفس الثانوية أن "الخزانة تضم كتبا متنوعة (قواميس بمختلف اللغات، كتب فلسفية، كتب أدبية وشعرية، وروايات...)، فما كان من شردمة مجهولة إلا أن تقدم على اقتحام القاعة عبر النافذة وسرقة أزيد من مائتي كتاب ثم إحراقها".
وأوضح صاحب المبادرة أن هذا التصرف "حرم المتعلمين من المطالعة وخربوا ما كنا نطمح لجعله فضاء للمعرفة والفكر، وكل الإدانة لهذا العمل الشنيع، والخزي للأيادي التي تطاولت وخربت وأحرقت".