في هذا الحوار ترد جميلة المصلي، الرئيسة الجديدة لمنظمة نساء العدالة والتنمية على الجدل الذي أثير داخل العدالة والتنمية بخصوص مسطرة الانتخاب، التي اعتبرها عدد من مناضلي ومناضلات الحزب متحكم فيها، كما تقدم رؤيتها للنضال من أجل تحقيق مطالب الحركة النسائية.
عدد من المناضلات والمناضلين في حزب العدالة والتنمية اعتبروا أن عملية الانتخاب تحكمت فيها الأمانة العامة من خلال فرض ثلاث أسماء على المؤتمرات، كيف تردين؟
أولا هذا الكلام ليس دقيقا، لأن حزب العدالة والتنمية كغيره من الأحزاب، داخل المغرب وخارجه، لا يتوفر على أحزاب متعددة داخله، بل هو حزب سياسي لديه آلياته التي يشتغل بها، والتي نتوافق عليها في هيئاتنا التقريرية، وهي هيئات منتخبة من طرف المؤتمر الوطني، لذلك أستبعد أن يقول أي مناضل داخل الحزب مثل هذا الكلام، لكن ما يقع أحيانا هو عدم التواصل، وعدم التدقيق في المعلومات، وإلا فإن منظمة نساء العدالة والتنمية ليست الهيأة الموازية الوحيدة للحزب، بل هناك تقريبا ثمان هيئات موازية، والتي تتم فيها عملية الانتخاب بنفس المسطرة التي تمت بها داخل المنظمة، فالهيئات الموازية ليست أحزابا مستقلة عن الحزب.
عموما، هذا النقاش بالنسبة لي مغلوط، والعدالة والتنمية معروف، ولا يمكن لأحد أن يزايد عليه على مستوى الآليات الديمقراطية، التي يبالغ فيها أحيانا.
هل تملكون استراتجية للدفاع عن مطالب الحركة النسائية، خاصة ما يتعلق بالمناصفة؟
أولا، نحن نعتبر أننا جزء أساسي في الحركة النسائية، كما أن أطروحتي لنيل شهادة الدكتوراه كانت حول الحركة النسائية وتحدياتها.
إن المنظمات النسائية التابعة للأحزاب السياسية هي مكون أساسي داخل الحركة النسائية في المغرب، ولذلك فالطبيعي أن نتناغم على مستوى المطالب، خاصة أنه رغم المكتسبات التي تم تحقيقها لازالت لائحة المطالب طويلة وعريضة.
إن تحقيق المناصفة، وتعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية كلها تحتاج إلى جبهة نسائية قوية وموحدة تجمع كل الأطياف، فهذا المجال هو مجال العمل والتلاقي وتوحيد الجهود، وليس مجالا للاختلاف.
على مستوى التعيينات في المناصب العليا لازالت نسبة حضور المرأة ضعيفة كيف تفسرون هذا الأمر؟
أتفق معك أن مشكل حضور المرأة في المناصب العليا لازال مطروحا، إذ أن المرأة لا تشغل سوى 20 في المائة من مجموع المناصب العليا، وهذا يحتاج مجهود من جانبين، فالنساء يجب أن يترشحن لشغل مناصب المسؤولية، فلحد الآن نسبة تقدم النساء لشغل مناصب المسؤولية لازالت ضعيفة، وأنا أقول هذا الأمر من منطلق تجربتي في المجال الحكومي، كما أنه أصبح من الضروري تشجيع المرأة على الحضور في هذه المناصب، والتوجه نحو تعزيز حضورها، فحينما تشارك النساء في مناصب المسؤولية يربح المجتمع ككل.
ما الذي ستقدمون عليه من أجل تحسين صورة المرأة في الإعلام ومحاربة الصور النمطية، خاصة على مستوى الإشهار؟
أولا أشكرك على هذا السؤال، وأؤكد لك أنه سبق أن اشتغلت على هذا الموضوع، وقدمنا مذكرات ترافعية للهاكا حينما كنت برلمانية، واعتبرنا أن صورة المرأة في الإعلام شيء حاسم، فالإعلام هو الذي يصنع التوجهات والسلوك والقيم، ولذلك لا يكفي تغيير القوانين والتشريعات، بل لا بد من الانتباه إلى الإعلام، الذي يصنع رؤية أجيال الغد للمرأة.
هناك إشهارات مسيئة جدا للمرأة، وهو ما يقتضي من الحركة النسائية توحيد جهودها لتحسين صورة المرأة في الإعلام، ومحاربة الصور النمطية.
وللإشارة هذا المشكل لا يعاني منه المغرب فقط، بل هو مشكل عالمي، فجميع المؤتمرات النسائية التي شاركت فيها على المستوى العالمي كان هناك اجماع على ضرورة تحسين صورة المرأة في الاعلام، ومحاربة استغلالها في مجال الاشهار.