صورة: رشيد تنيوني
أكد منظمو جولة مهرجان كناوة التي اختتمت فعالياتها أمس الجمعة، أن هذه التظاهرة الفنية التي نظمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في أربع محطات هي الصويرة ومراكش والدار البيضاء والرباط، "حققت نجاحا جماهيريا فاق التوقعات".
وأوضح المنظمون في بلاغ أن الجمهور تجاوب بقوة وفي أجواء يسودها الفرح، واستجاب مثله مثل الفنانين المشاركين في الجولة للحوار الذي أقيم على المنصات خلال 30 حفلة موسيقية طيلة هذه المغامرة الفنية والإنسانية، في إطار روح الاحتفال بلم الشمل مجددا، مؤكدا أن المراحل الأربع من جولة مهرجان كناوة "حققت نجاحا يفوق التوقعات حيث اهتز 120.000 شخص من عشاق المهرجان على الإيقاعات الاستثنائية لمزيج موسيقي خاص جدا، وأعادوا اكتشاف انفراد مهرجان كناوة في أربع مدن، وهو أحد أكثر المهرجانات شهرة وإقبالا في المشهد الثقافي الوطني".
وأضاف المصدر ذاته أن النجاح الكبير للجولة التي نظمتها وكالة A3 للتواصل بشراكة مع جمعية “يرمى كناوة”، وبدعم شركاء من القطاعين العام والخاص، تمثل أيضا في حضور أكثر من 150 فنانا، من بينهم 23 معلما، قدموا عروضهم في 30 حفلة موسيقية بألوان وإيقاعات مختلفة، في برنامج فني استثنائي، وقف وراءه المديرين الفنيين للمهرجان، المعلم الكبير عبد السلام عليكان وعازف الطبول الموهوب كريم زياد.
وحسب البلاغ، فإن تنظيم جولة مهرجان كناوة، يأتي في أعقاب إقامة 22 دورة ناجحة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم الذي اضطر للتوقف سنتين بسبب جائحة “كوفيد 19″، مبرزا أن هذه الجولة أبانت مرة أخرى على قدرة كناوة على الاتحاد والمشاركة في تعزيز قيم الانفتاح والتسامح والتقاسم، حيث أثبت معلمو كناوة مرة أخرى قوة تراثهم ونجاح التقاسم والانسجام، ودعوا موسيقيين من جميع أنحاء العالم للمشاركة معهم، وخلق حوار متجدد، وبالتالي المساهمة في إثراء التنوع الثقافي والإبداع البشري.
وأكد المنظمون أنه سوف نتذكر لحظات من الاستثناء الموسيقي الخالص خلال لحظات الدمج التي ستبقى راسخة،. مثل أولئك المولوعيين بموسيقى الجاز كالثلاثي أفيشاي كوهين، مع عازف الساكسفون إيميل باريزيان وعازف الأكورديون فانسنت بيراني في دمج خاص مع المعلم الكبير حميد القصري في نهاية هذه الجولة في الرباط، بحضور الفنانة المتألقة نبيلة معن. كما تميز لحظات الدمج بالطاقة الفريدة لمجموعة “أصالة تريو”، ومزيج الكوبيين “سيمافنك” مع المعلمين خالد سانسي وإسماعيل رحيل.
وحسب البلاغ، فإن من خصوصيات هذه الجولة، "الحضور النسوي الاستثنائي" الذي تفاعل معه الجمهور بقوة. منهن المعلمتين، أسماء حمزاوي التي عرفت كيف تفرض نفسها والشابة هند النعيرة، التي تعد جمهورها بمسيرة رائعة، إلى جانب السنغالية صاحبة الصوت الفريد كيا لوم، ووريثة الأغنية المغربية سكينة فحصي، والمتألقة هندي زهرة، وعازفة الفلوت السورية نيسم جلال، والمغنية الموريتانية فاما مباي، وعازفة الطبول الأمريكية روني كاسبي من مجموعة "أفيشاي كوهين"، والفنانة المبدعة نبيلة معن، شكلن رابطا حقيقيا بين الموسيقى المعاصرة والتقاليد العربية الأندلسية.
كما شكلت جولة مهرجان كناوة التي تم اعتماد حوالي 300 صحافيا، يمثلون أكثر من 90 منبر إعلامي لتغطية فعالياتها، مناسبة للجيل الجديد من فناني كناوة لإظهار مواهبهم، إلى جانب أسماء كبيرة في تكناويت، بهدف تأكيد حرصهم على استدامة تراثهم.
وحسب المنظمين، فإنه، وعلى منوال قولة الفيلسوف الشهير أفلاطون “الموسيقى تعطي الروح لقلوبنا وأجنحة لفكرنا”، أظهر الفنانون الذين حضروا خلال هذه الجولة الاستثنائية، من المغرب و15 دولة، قوة التمازج الثقافي، عندما تخلق اللقاءات الفنية الجسور. ليتردد صدى الموسيقى لدى الجمهور، وتصبح الموسيقى موحدة، وحاملة لرسالة السلام والعيش المشترك، وهي قيم تمتاز بها بلادنا، ولها صدى طيب خارج حدودنا.
ولم يفت المنظمين الإشارة إلى أن مهرجان كناوة وجولة مهرجان كناوة على مدار 25 عاما يواجهان التحدي المتمثل في تلاقح الأجيال، حيث نقل البلاغ عن منتجة المهرجان، السيد نائلة التازي، قولها خلال حفل اختتام الجولة "اختار المنظمون منذ البداية التعامل مع هذا المشروع كما لو كان كنزا لا ينضب في انتظار اكتشافه. هذا الكنز يمثل ثقافتنا الشعبية وشبابنا! نعم إنه عالم للاكتشاف بين كناوة وشبابنا".
وخلص البلاغ إلى أن منظمة اليونيسكو لم تخطئ في دجنبر 2019، عندما قررت إدراج فن كناوة تراثا ثقافيا غير مادي باعتباره يشكل جسرا للتنوع الثقافي وضامن للتنمية المستدامة، لأن هذه الثقافة لا تزال تكتسب شعبية وحضورا في المغرب وحول العالم، مبرزا أن الثقافة هي وسيلة للإنسان نحو انفتاح كوني، وأن الموسيقى هي ما يجمع الأشخاص فيما بينهم، وتتجاوز بعضهم البعض، ولها تأثير مميز يمنحها الاستمرارية.
يشار إلى أن الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان كناوة ستنظم في الفترة الممتدة ما بين 22 و24 يونيو 2023 بالصويرة.