خديجة قدوري
"يا ربي دعيو معانا راه حنا وسط الواد، غيدينا يا ربي دعيو معانا ينقص، إنا لله وإليه راجعون، إنا لله وإليه راجعون، لي كيعرف الوقاية عفاكم عتقونا، عتقونا عفاكم عيطوا للوقاية المدنية..." كانت هذه الصرخة الأخيرة لممرضة بالمستوصف الحضري بإقليم طاطا، أفادت مصادر محلية أنها من بين ضحايا انجراف الحافلة، ليلة الجمعة-السبت، جراء الفيضانات التي تشهدها المنطقة.
واستعانت الممرضة الراحلة، بحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لبث نداء الاستغاثة، حين علقت الحافلة المنكوبة فوق القنطرة ووسط السيول.
وعن الواقعة، صرح مولاي أحمد الجعفري فاعل جمعوي، ومن أبناء المنطقة، صباح اليوم الأحد، لموقع "تيلكيل عربي" قائلا: "الراحلة اسمها نعيمة الحيان من دوار تيمغرت، وهي ممرضة بالمستوصف الحضري أقا، وأؤكد لكم أنها من ضمن الضحايا الذين تم انتشال جثثتهم".
للإشارة، أفادت السلطات المحلية بإقليم طاطا، صباح اليوم السبت، عن الحصيلة الأولية للوفيات والمفقودين، على إثر تسجيل حادثة انجراف حافلة للركاب بفعل السيول على مستوى واد طاطا.
وفي بلاغ رسمي للسلطات المحلية لإقليم طاطا، أكدت الأخيرة أن الحصيلة المؤقتة أكدت مصرع شخصين، فيما تم إنقاذ 13 آخرين وتسجيل 14 من الركاب في عداد المفقودين لحدود الساعة.
كما تم جراء السيول الفيضانية، يضيف المصدر ذاته، تسجيل حالة واحدة لسيدة في عداد المفقودين بدوار ايغورتن جماعة تكزميرت قيادة اديس.
وقد خلفت هاته التساقطات الرعدية الاستثنائية ارتفاعا لمنسوب العديد من المجاري المائية بنسب غير مسبوقة، حيث بلغت حمولة واد طاطا فقط أكثر من 2300 متر مكعب في الثانية وكذا واد زكيد 1900 متر مكعب في الثانية.
أما فيما يتعلق بالخسائر المادية، فقد عرفت جل مناطق الإقليم تسجيل أضرار متعددة، ضمنها انهيار كلي أو جزئي لبعض المنازل، والتي سبق إجلاء قاطنيها في وقت سابق، بالإضافة إلى انهيار كلي أو جزئي لعدة منشآت فنية بالإقليم.
وتضررت عدة مقاطع طرقية، مع انقطاع حركة المرور بعدة محاور.
وأبرز المصدر ذاته أن السلطات العمومية وكافة القطاعات المعنية ومختلف المتدخلين، عملت على التعبئة الشاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية، من أجل التدخل الفوري لمواجهة هاته الوضعية الاستثنائية، وتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين.
وتستمر لحدود الساعة الجهود من أجل البحث والعثور عن المفقودين وإعادة تشغيل شبكات الربط الطرقي وشبكات الخدمات بالإقليم.