تتحرك ابنة جهة سوس ماسة، خريجة تخصص التجارة الخارجية، من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير، في كل اتجاه في القطب الدولي للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الذي عُقد بين 2 و7 ماي الجاري.

المسار الدراسي وإتقانها للغة الأمازيغية والعربية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، جعلها تشتغل منذ خمس سنوات في قسم له أهمية كبيرة بسفارة البرازيل بالمغرب، يهتم بتعزيز التعاون بين الشركات المغربية والبرازيلية.

التيفيناغ 

أثناء حديث "تيلكيل عربي"، مع حنان سوسان، التي كانت تؤكد على أن "شعب البرازيل يحب المغرب بطريقة جنونية، ومن يأتي منهم إلى السفارة، يكون صعب عليه المغادرة أو يرفضُ ذلك"، كان الزوار لرواق البرازيل بالمعرض، يرفعون أبصارهم عاليا نحو لوحة تحمل ألوان علم بلد السامبا.

مباشرة دخلت على خط الحديث الملحقة الزراعية البرازيلية في المغرب، إلين إليزابيت لاوريندو، التي قالت لنا: "هذه فكرتي، أن نكتب البرازيل بحرف التيفيناغ، لأنني أحب اللغة الأمازيغية، وقدمت لنفسي هدية رمزية، مكتوب فيها بالعربية والأمازيغية، وأينما حلت وارتحلت في المملكة أخذ صور حرف التيفيناغ، والزخارف المغربية".

أول مرة

وأوضحت إلين في تصريح لها لـ"تيلكيل عربي"، أن "البرازيل أول مرة تشارك في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، وحضرت إحدى عشر شركة برازيلية، 80 في المائة من صادرات البرازيل إلى المغرب هي للمنتجات الفلاحية أغلبها من السكر، والبرازيل تستورد من المغرب السردين والفوسفاط".

وحول المشاريع المستقبلية، أوردت المسؤولة بوزارة الفلاحة البرازيلية، أن "الهدف من المشاركة هو تطوير الشراكة بين المغرب والبرازيل ليكمل بعضنا بعضا، وتوجد رغبة في التعاون من طرف البرازيل".

أبقار وليس جواميس

بشأن العجول البرازيلية التي كان للرأي العام المغربي نصيب وفير في النقاش حولها، أكدت المسؤولة، أن "الأبقار البرازيلية جودتها عالية، والتصدير إلى المغرب يتم وفق البروتوكول الصحي الصارم بين البرازيل والمغرب، والبرازيل تصدر اللحوم والأبقار إلى مصر والسعودية".

هنا، أردفت حنان سوسان، قائلة: "تناولت لحم أبقار البرازيل، وهي ذات جودة عالية، ورسالتي للمغاربة، لا تخافوا من أي شيء".

ولفتت المسؤولة البرازيلية، أن "النوع الموجود في البرازيل اسمه "زيبو"، والذي تم تصديره للمغرب، ليس جاموس كما قيل، بل هو بقر".

 أبقار البرازيل في الرباط

وتابعت: "أما ما رأوه الناس في الرباط، كانت الأبقار في حالة هيجان، لأنها متعودة على الضيعات الشاسعة في البرازيل، وقد شبهه البعض بالجمل بسبب شكله، وهذا غير صحيح، هو بقر، ولحمه جميل، وذو جودة".

وأشارت إلى أنه "تتبعنا التفاعل الذي كان على مواقع التواصل الإجتماعي بالمغرب، وأغلب ما تم ترويجه من منشورات فهي غير صحيحة حول بقر البرازيل".

التكلفة وشكله

واسترسلت: "نفس الأمر وقع لنا في البرازيل، لما وصل بقر "زيبو" من الهند، في الأربعينيات من القرن الماضي، حينها الجميع صُدم حينئد، لأن شكله بدا غريبا على البرازيليين، ولم يتقبلونه في البداية، لكن تبددت هذه المخاوف مع الوقت، لما تذوقوا لحومها، لذلك أدعو المغاربة إلى إكتشاف بقر البرازيل".

وحول أسعارها، أبرزت المسؤولة البرازيلية، أن "الأسعار تُحدد حسب الشركات والسوق ومصاريف النقل، المؤكد أن السعر أبقار البرازيل أقل، لأن تكلفة رعايته منخفضة، بسبب كثرة التساقطات ووجود أماكن الرعي في البرازيل".

وقالت أنه "ستكون شحنات مستقبلا، من أبقار البرازيل إلى المغرب، وحاليا وصل العدد إلى 11 ألف رأس".

ونفت المسؤولة بشدة استعمال مواد كيميائية أو ضارة في تربية الأبقار في البرازيل، مبرزة أن "هذه أخبار زائفة ليس هناك أي استعمال مواد كيميائية أو ضارة لصحة الإنسان، والبرازيل تصدر لأوروبا الأبقار واللحوم، وهناك مراقبة دائمة سواء من الدول التي نصدر لها أو من الوزارة".

الجبن

مسير الجمعية المكلفة بالمنتجين الأجبان الطبيعية، اغور فريداس، المشارك من البرازيل، حاضر بدوره في المعرض، أبرز في حديث مقتضب لـ"تيلكيل عربي"، "سيرو دغانا منطقة صغيرة تابعة لميناس جرايس، تُنتج الفرماج الطبيعي بجودة عالية، والهدف هو الحفاظ على أصل صناعته لكي لا يتم تزويره، ويتم إنتاجه بنفس الطريقة منذ 200 سنة، ويعد من حليب طبيعي".