حصيلة "غزوة كورونا" على المركبات السجنية وكيف تمت مواجهتها

تيل كيل عربي

قدم  المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك، حصيلة الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد في أوساط موظفي ونزلاء المركبات السجنية، والتدابير التي اتخذتها المندوبية العامة لمواجهة الجائحة على كافة المستويات.

وقال التامك صباح اليوم الثلاثاء 3 نونبر، خلال تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أمام أعضاء لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، إنه "مع بداية تفشي الجائحة، أصبحت الرعاية الصحية في قلب التحديات، إذ أضحى التركيز منصبا على ضمان استمرارية ولوج السجناء إلى الخدمات الطبية مع الحرص على حمايتهم وحماية الموظفين من الإصابة بعدوى الفيروس، ومنع تفشيه بشكل واسع من خلال توفير وسائل الوقاية بشكل كاف".

في هذا السياق، أضاف عرض المندوبية أنه "تم إلى غاية متم شتنبر 2020 توفير أزيد من 16 مليون كمامة طبية واقية ذات الاستعمال الواحد، و250.000 قناع لـ10 استعمالات، و45.000 كمامة طبية من نوع  FFP2  لفائدة الأطقم الطبية والإدارية، و800.000 لباس واق (Combinaison)".

وتابع العرض ذاته، أنه "تواصل إعمال المراقبة الطبية اليومية لجميع السجناء الوافدين الجدد على المؤسسات السجنية الخاضعين للحجر الصحي، وتكثيف الجولات التفقدية بمرافق المؤسسة من طرف الأطر الطبية وشبه الطبية للوقوف على الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس، وتمكين السجناء من نظام الاستشارة الطبية عن بعد، باستثناء الحالات المستعجلة بتنسيق مع وزارة الصحة تفاديا للإصابة بالفيروس عند الإخراج إلى المستشفى، وتنظيم حملات تحسيسية وتكثيف البرامج التوعوية لفائدة السجناء عن طريق بث كبسولات تحسيسية بأجهزة التلفاز المتوفر بغرف الإيواء".

بالموازاة مع ذلك، يقول التامك في معرض مداخلته أمام البرلمانيين: "تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات المواكبة كتقليص عدد الموظفين المسموح لهم بولوج المعقل، والتأكيد على إلزامية تطبيق الإجراءات الاحترازية، واستعمال الوسائل الوقائية، ومنع اختلاط الموظفين الخاضعين للحجر الصحي بالموظفين المكلفين بالمهام الخارجية، علاوة على إحداث خدمة للمواكبة النفسية عن بعد لفائدة السجناء والموظفين عبر منصة تواصلية الكترونية PSY – DGAPR – COVID19 من أجل مساعدتهم على مواجهة مختلف الضغوط النفسية والتداعيات الاجتماعية التي قد يتعرضون لها جراء الحجر الصحي، من خلال تلقي تساؤلاتهم وهواجسهم وتقديم الدعم والحلول المناسبة التي يمكن اعتمادها لمواجهة هذه المشاكل ومعالجتها بتنسيق مع الأخصائيين والخبراء، وقد استفاد من خدمات هاته المنصة الالكترونية 1740 نزيلا و213 موظفا".

وأشار المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى أن "المندوبية العامة قد عملت على إنجاز دراسة تقييمية لهذه المبادرة، أظهرت أن استجابة المعتقلين لهذه الجائحة متعددة ومتنوعة حسب المتغيرات النفسية لديهم، إلا أن القاسم المشترك بينهم كان هو الخوف من تداعيات هذا الوباء عليهم وعلى أهاليهم".

وأضاف في السياق ذاته، أن "البرنامج بفعالية في دعم ورفع قيمة الباعث على تفاؤل السجناء في تجاوز هذه المرحلة العصيبة، وفي تخلصهم من مشاعر الخوف بفضل مساهمة الأخصائيين النفسانيين والمشرفين الاجتماعيين العاملين بالمؤسسات السجنية وبشكل طوعي في تقديم الدعم والرعاية النفسية للسجناء المستفيدين من خدمات هذه المنصة".

وارتباطا بإصابة نزلاء وموظفي السجون بفيروس "كورونا" المستجد، تحدث التامك أمام البرلمانيين عن أنه "سبق أن تم عرض تقرير بهذا الشأن أمام لجنتكم الموقرة وكذا التدابير المتخذة والمبرمجة لمواجهة هذا الوباء، والتي مكنت إلى حد كبير من التحكم في تفشي هذا الفيروس منذ تسجيل أول حالة يوم 14 أبريل 2020 في المؤسسات السجنية".

وبلغ "العدد التراكمي للإصابات في صفوف السجناء خلال الفترة ما بين التاريخ المذكور و02 نونبر 2020 ما مجموعه 586 حالة، جلهم من الوافدين الجدد على المؤسسات السجنية من حالة سراح، أما عدد الوفيات المرتبطة بهذا الفيروس فلم تتجاوز 4 حالات أي بنسبة فتك 0.6 في المائة، وتتعلق حالات الوفاة المسجلة بسجناء مسنين ومصابين بأمراض مزمنة. وبلغ عدد الحالات النشطة بتاريخ 02 نونبر 2020 ما مجموعه 31 حالة جميعها تخضع للعزل والبروتوكول الاستشفائي المعمول به".

أما في ما يتعلق بالموظفين، فقد "بلغ العدد التراكمي للإصابات في صفوفهم إلى غاية 02 نونبر 2020، 515 حالة من بينها 121 حالة سبق تسجيلها بسجني طنجة 1 وورززات في بداية انتشار الوباء، و269 حالة لموظفين تم اكتشاف إصابتهم بعد تاريخ 31 غشت وذلك عند إجرائهم التحاليل المخبرية اللازمة قبيل استئنافهم العمل بعد استفادتهم من رخصهم الإدارية السنوية".