حكيمي يسترجع ذكريات بداياته الكروية.. ويتحدث عن العنصرية ضده بإسبانيا وحياته كأب

صفاء بنعوشي

استرجع الدولي المغربي أشرف حكيمي أبرز الذكريات التي ميزت بداياته الكروية من مدينة خيتافي الصغيرة والتي تبعد عن العاصمة مدريد بـ13 كيلومترا، قبل أن يتحول لواحد من المواهب الكروية البارزة في القارة العجوز، بداية من ريال مدريد وبعد اختياره اللعب بصفوف بروسيا دورتموند، معاراً.

حكيمي اعترف، في حوار مطول مع صحيفة "إلموندو"، اليوم الاثنين، أنه كان في مرات عديدة ضحية حوادث عنصرية في مدريد، حيث أن الشرطة تعاملت معه ومع رفاقه بشكل عنصري؛ إذ يتم التمييز بين معاملتهم مع العرب والأفارقة، وباقي الجنسيات.

وأضاف المحترف بصفوف بروسيا دورتموند: "حتى مع وجود هويتي وجواز سفري، الأمر لا يفرق معهم، فعندما يكون اسمك وملامحك عربية، فانتظر معاملة غير جيدة من طرف الشرطة، عشت ذلك ولا زلت الآن ألاحظه، حتى ولو كان الأمر غير متعمد من طرفهم، إلا أنه موجود".

وسرد اللاعب المغربي بعض المواقف التي واجهته، حتى عندما كان يهم بمغادرة ملعب سانتياغو بيرنابيو بعد المباريات التي يخوضها مع ريال مدريد، وخلال تحركاته لتناول وجبة العشاء؛ إذ تتم توقيف السيارة التي يقودها، معلقا: "يعتقدون أننا أشخاص يسرقون السيارات، ونفس الشرطة لا توقف سيارات أخرى فارهة، فقد لأن من يقودها ببشرة بيضاء".

الظهير الأيمن أشار، في حديثه، إلى أنه يتأثر كثيرا بقصص المهاجرين السريين الذين يعبرون البحر من أجل البحث عن حياة أفضل في القارة الأوروبية، لكنه يعتبر نفسه محظوظا أنه منتم للقارة الإفريقية، وتمكن من إثبات نفسه والاشتغال للوصول إلى المستوى والأداء الذي أصبح عليهما الآن.

وأردف قائلا: "أدرك جيدا ما هي الحياة وصعوباتها لأنني أنتمي لعائلة متواضعة، لكن في الوقت نفسه الأمر يشجعني على مواصلة القتال، واعتبر نفسي محظوظا لأنني حصلت على أشياء عديدة كنت أريد إمتلاكها سابقا".

المتحدث ذاته الذي كشف جانبا من حياته بعيدا عن المستديرة، أبدى افتخاره بوالديه اللذين عملا بجد من أجل توفير كل إحتياجاته، وحتى عندما كان يريد مساعدة والده الذي اشتغل بائعا متجولا، كانت عائلته ترفض، وتحفزه من أجل التركيز على الدراسة، وكرة القدم التي يحب.

أشرف حكيمي أشار إلى أن والديه رفضا مغادرة المنزل الذي ترعرع به هو وإخوته في خيتافي لحدود الآن، ولازالوا مرتبطين به وفخورين به، حتى بعد أن تحسنت أوضاعهم المالية، بعد أن التحق حكيمي بالفريق الأول لريال مدريد، وبعدها اختار خوض تجربة جديدة في ألمانيا.

أما بخصوص تأقلمه في ألمانيا، وهل الأمر كان صعبا بالنسبة إليه في البداية، قال: "صيف 2018، قررت أن أبدأ صفحة جديدة في مشواري الكروي. في الحقيقة تكيفت بشكل جيد، الأمر مختلف عن مدريد، فدورتموند هي مدينة هادئة، اكتشفت أجواء جديدة ولغة أخرى. أنا سعيد جدا".

ولعل أبرز الأسئلة التي رد عليها حكيمي لأول مرة، بعد إعلانه قبل أسابيع انتظاره لمولوده الأول من الممثلة هبة أبوك؛ إذ شدد على أنه سيواصل الاستمتاع بكرة القدم، وايضا القتال بعد أن أصبحت له عائلة صغيرة، وعليه أن يرعاها.

جدير بالذكر أن الوجه المشرق الذي ظهر به حكيمي في "البوندسليغا" فتح أمام صاحب الـ21 سنة أبواب عديدة لخوض تجارب جديدة، بعد العروض التي أصبحت تلاحق ناديه ريال مدريد الذي يمتلك عقده، حتى قبل نهاية الموسم الكروي الجاري.