من حداد في المغرب إلى جهادي في سوريا. المغربي محمد أغضون، رافق صديقا له في العام 2015 للالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية، لكن مباشرة بعد وصوله إلى هناك، بدأ يفكر في الهرب، لكن ذلك لم يتحقق إلا بعد مرور أربع سنوات، عندما فقد التنظيم أراضيه.
يجلس أغضون، الذي ازداد في تطوان قبل خمسة وثلاثين عاما، دون حراك، مطأطيء الرأس ، دون قيود، على الكرسي الذي وضعته فيه السلطات الكردية التي تسلمته في يناير الماضي من قبل أهالي أبو بدران، آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في اقليم دير الزور، لكي يجري هذه المقابلة.
يقول في المقابلة مع وكالة إيفي الإسبانية، بمركز اعتقال على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، لا يمكن لأسباب أمنية تحديد مكانه بدقة: " أنا نادم على الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، لأنها تنظيم يعمل لحسابه الخاص، وقد قام بقتل عدد من عناصره بدم بارد".
يفترس أغضون القلق، فهو لايدري في أي اتجاه سينظر عندما كان الإعداد جاريا لإجراء المقابلة التي ستستغرق ساعة من الزمن. مثل الكثيرين، خدع بالدعاية القوية لتنظيم داعش، خاصة بعد إعلان أبو بكر البغدادي في 14 يونيو 2014 قيام دولة الخلافة، في ذلك التاريخ كان تنظيم الدولة يبسط نفوذه على مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
السبب الآخر لرحيله إلى سوريا هو الاعتقاد بأن الشعب السوري في حاجة إلى دعم من العرب والمسلمين في وجه نظام بشار الأسد.
ليسهل ترحيله إلى سوريا وعدوه ببيت، وبالمال والنساء، باختصار منوه بما لم يكن يتوفر عليه في تطوان، حيث كان يشكو من قلة العمل. في المغرب، كان يشتغل كحدادا، وأحيانا تاجرا متجولا، في شوارع الحمامة البيضاء.
حلم سوريا سيصير كابوسا عندما وصل أغضون إلى هناك، فقد كان راتبه لايتجاوز 100دولار، وهو الراتب الذي لم يتسن له الحصول عليه إلا لفترة وجيزة لاتتجاوز أسبوعين. وبالتالي، لم يتحقق له ما يكفي من المال لشراء "أمة جنسية"، من أولئك النساء اليزيديات (الأقلية الدينية التي تعرضت لأقسى أشكال العقاب من طرف التنظيم الجهادي).
يحكي أغضون أنه كان يقيم رفقة عدد من الإسبان والتونسيين والمغاربة القادمين أيضا من تطوان" هناك في سرويا كان لنا رفقاء قادمين من إسبانيا، ومن سبتة ومليلية، وقد قتل تنظيم الدولة الإسلامية أحدهم، وأخرين من تطوان"، وأن عددا من هؤلاء، ومن المغرب عموما، لازالوا في سوريا.
في 10 مارس استقبل المغرب 8 جهاديين عائدين من صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، لذلك يطمح أغضون أن يعود أيضا إلى المغرب"أريد أن أعود إلى المغرب، أعلم أنه سيتم اعتقالي، لايهمني مادامت زوجتي وأبنائي سيكونون هناك. أطلب من حكومة بلادي أن تستقبل زوجتي وأبنائي حتى وإن كانوا سوريين".