خبير: التعاون الأمني بين المغرب والدول المغاربية ضعيف بسبب دور الجزائر

خديجة قدوري

في إطار التحقيقات المستمرة المرتبطة بتفكيك خلية إرهابية على صلة بالفرع الإفريقي لتنظيم "داعش"، تم، اليوم الأربعاء، اكتشاف محجوزات إضافية.

وذكر بلاغ لقطب المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، أنه تم العثور على عبوة ناسفة في طور التركيب، تتكون من قنينة غاز موصولة بأنابيب وأسلاك كهربائية.

في هذا السياق، تواصل موقع "تيلكيل عربي"، اليوم الأربعاء، مع الخبير الأمني محمد الطيار، الذي أكد أن هذه العملية النوعية تعكس بوضوح استمرار التهديد الإرهابي واستهدافه الخطير للأمن القومي المغربي

وأفاد الخبير، من جهة أخرى، أن عدد أفراد هذه الخلية قد بلغ الآن 12 شخصًا موزعين على عدة مدن في المغرب، ما يعزز مرة أخرى حقيقة أن الخطر الإرهابي ما زال قائمًا. وأضاف أن ما أكدت عليه المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بشأن خطورة منطقة الساحل الإفريقي، التي تمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الدولي والاستقرار العالمي، هو واقع يظل يشكل مصدرًا رئيسيًا للعديد من التهديدات والمخاطر.

واستطرد قائلًا إن التحريات أظهرت أن مسؤولًا كبيرًا في تنظيم داعش هو من أرسل التمويل، وقد ينسق فقط مع أفراد محددين.

وأضاف أن ما تم ضبطه من متفجرات ومواد تدخل في إطار إعدادها يؤكد مجددًا أن هذه الخلية كانت على وشك تنفيذ عمليات إرهابية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به بلادنا.

واسترسل قائلا: إن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قد أثبتت، مرة أخرى، نجاح المقاربة الاستباقية التي تعتمدها، كما أكد المكتب المركزي للأبحاث القضائية أهمية التنسيق الفعّال، مشيرًا إلى أن هذه الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني قد أسفرت عن نتائج هامة جدًا في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لجميع المخاطر والتهديدات التي تهدد الأمن القومي المغربي.

وفي سياق متصل، أفاد أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين المغرب والدول المغاربية يعد ضعيفًا بسبب الدور الذي تلعبه الجزائر في المنطقة، التي ترفض أي تنسيق أمني مع المغرب. ومع ذلك، هناك تنسيق قوي جدًا مع موريتانيا، بالإضافة إلى تعاون مهم على مستوى دول منطقة الساحل، خصوصًا مع مالي وبوركينافاسو والنيجر وتشاد. ويشمل هذا التنسيق عدة أبعاد، سواء من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية أو غيرها.

وتابع موضحًا أن المواد التي تم حجزها لدى هذه الخلية تعد بالفعل مؤشرًا واضحًا على خطورة هذه الخلية ومخططات داعش التي تستهدف بشكل جلي الأمن القومي المغربي. وأشار إلى أن هذا التنظيم الإرهابي، كما ظهر في الخلية التي تم ضبطها في حد السوالم قبل أيام، يواصل تنفيذ مخططاته الإرهابية في المنطقة.

واختتم حديثه قائلًا إن هذه الخلية تظهر بوضوح وجود تنسيق مباشر مع أحد زعماء داعش، المكلف بتنسيق عمليات في مناطق خارج منطقة الساحل، والمغرب يعد بالطبع أحد هذه المناطق المستهدفة. وأكد أيضًا أن عدد الخلايا التي تم تفكيكها في السنوات القليلة الماضية، والمترابطة بداعش سواء في المشرق أو في مناطق أخرى، أصبح يشكل خطرًا كبيرًا جدًا.