أكد تقرير صادر عن المرصد الحكومي أن تنظيم كأس العالم يشكل فرصة تاريخية للمغرب لتعزيز اقتصاده وتعزيز مكانته السياحية، مع توقعات بتحقيق إيرادات سياحية إضافية تصل إلى نحو 3 مليارات دولار.
كأس العالم سيعزز انتعاش القطاع السياحي
وفي هذا السياق، صرح الزوبير بوحوث، الخبير السياحي أنه "من المؤكد أن القطاع السياحي سينتعش في الفترة التي سينظم فيها كأس العالم، حيث أن التقرير يتحدث على مداخيل تصل تقريبا إلى 3 مليار دولار إضافية، لكن وجب الأخذ بعين الاعتبار أن الانطلاقة كانت من افتراضين. أولهما أن عدد السياح الإضافيين والذين لهم علاقة بكأس العالم هو تقريبا مليون و500 ألف، وأن معدل إنفاق كل شخص ما بين ألف حتى ألفي دولار".
وأضاف بوحوث، أنه "إذا وضعنا ألفين دولار للشخص، ولدينا مليون و500 ألف زائر إضافي، ستعطينا 3 مليار دولار. في 2023 المغرب استقطب 14.5 مليون سائح، منهم 7 ملايين سياح دوليين، وكانت مداخيل العملة الصعبة في حدود 10 مليارات دولار، بمعنى أنه مداخيل كل شهر كانت في حدود 800 مليون دولار يعني أقل من مليار دولار".
وأوضح الخبير الدولي، قائلا " إذا انتقلنا من 800 مليون دولار إلى 3 مليار دولار، فإن المداخيل ستتضاعف ثلاث مرات، يجب الأخذ بعين الاعتبار أننا نتحدث عن سنة 2030، حيث سيكون لعامل التضخم عامل التضخم والأسعار تأثير كبير على هذه الأرقام".
إنفاق السائح مرشح للزيادة مع استضافة كأس العالم
وأشار الخبير إلى أن "معدل إنفاق كل سائح يعتبر معقولاً، حيث في عام 2023، إذا أخذنا إجمالي 10 مليارات دولار كعائدات وقسمناها على 7.1 مليون سائح دولي، سنحصل على متوسط إنفاق قدره حوالي 1,400 دولار لكل سائح. وعند الحديث عن معدل إنفاق يصل إلى 2,000 دولار للسائح بحلول عام 2030، فإن هذا الرقم يظل واقعياً، بل ويمكن تجاوزه في حال توافرت الظروف الملائمة".
ولفت بوحوث، إلى أنه "خلال كأس العالم الذي أُقيم في قطر كدولة مضيفة واحدة، كان من المتوقع استقبال حوالي 1.2 مليون سائح إضافي، لكن الأرقام الرسمية قدرت العدد بحوالي 800 ألف فقط، بينما شهدت روسيا حضوراً أكبر عندما استضافت البطولة"
تحديات المغرب لاستقطاب السياح خلال كأس العالم
وذكر بوحوث، أن "ثلاث دول ستستضيف كأس العالم، حيث ستكون الحصة الأكبر لإسبانيا، يليها المغرب، بينما ستحظى البرتغال بنسبة أقل. وبالتالي، فإن العدد الإضافي من السياح والزوار المتوقعين لكأس العالم، والذي بلغ حوالي 800 ألف في قطر، سيتوزع الآن بين ثلاث دول. ويبقى التساؤل: ما هي حصة المغرب من هذا العدد؟".
وتابع قائلاً: "إذا أخذنا بعين الاعتبار الرقم الإيجابي الذي سجلته روسيا في 2018، حيث استقبلت 3 ملايين سائح إضافي، فإن العامل المؤثر الرئيسي سيكون النقل الجوي، بالإضافة إلى العروض التي سنوفرها، حيث سيلعبان دوراً مهماً في جذب أكبر عدد من الزوار. أما بالنسبة لإسبانيا والبرتغال، فهما قريبان من الدول الأوروبية، بينما يجب على المغرب أن يستعد بشكل أكبر لاستقبال الزوار".
ولفت بوحوث، إلى أن "هناك عاملا قد يؤثر بشكل سلبي، وهو أن كأس العالم سيُقام في الفترة الصيفية، أي بين بداية يوليوز ومنتصف الشهر، وهي فترة تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة في المغرب، مما يستدعي الاستعداد منذ الآن لتحديد العروض التي يمكننا تقديمها".
تحفيز الإنفاق السياحي وتعزيز البنية التحتية
وفيما يتعلق بمعدل الإنفاق، أشار إلى أن "معدل الإنفاق يعد أمرًا بالغ الأهمية، وأنه من الممكن أن يتجاوز ألفي دولار لكل وافد، خاصة إذا كانت التجربة التي سنقدمها للزوار لا تقتصر على الفنادق والنقل والمطاعم فقط، بل يجب أن تتضمن أيضًا برامج تنشيطية متنوعة، أي أن تكون هناك فعاليات وأنشطة منظمة تجذب الزوار وتشجعهم على الإنفاق بشكل أكبر".
وفي سياق متصل، أفاد الخبير بأنه "كما يجب أن ينفق الزوار في قطاعات أخرى مثل الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى ضرورة تطوير المطارات، خصوصًا في مراكش والدار البيضاء، التي تواجه بعض المشاكل في الوقت الراهن. فقد وصلت العديد من الشكاوى إلى البرلمان في هذه الفترة. ومع ذلك، هناك جوانب إيجابية، مثل ميثاق الاستثمار الذي يشجع بشكل كبير على تطوير العرض السياحي، خاصة في القطاع الفندقي".
واختتم حديثه قائلاً: "من المؤكد أن هناك مؤشرات إيجابية، ولكن يجب تعزيز جهود الترويج بالتعاون مع المكتب الوطني للسياحة والخطوط الملكية. يجب أن تكون هناك برامج قوية في هذا الصدد، بالإضافة إلى تحسين النقل الطرقي، من خلال القطار فائق السرعة الذي يمكن أن يصل إلى أكادير، مما سيوفر فرصاً كبيرة لزيارة مراكش وأكادير. ولضمان الاستدامة، يجب أن تستمر هذه البرامج ولا تقتصر فقط على هذه الفترة".