اعتبر الأميرال الإسباني المتقاعد، خوان رودريغيز جارات، أن المشكلة الحقيقية للمغرب تكمن في حدوده مع الجزائر وفي منطقة الساحل والصحراء، وفي النزاع حول الصحراء المغربية، وليس مع إسبانيا، كما يعتقد البعض داخل المجتمع الإسباني.
وتابع صاحب كتاب "طبول الحرب"، في حوار أجراه مع موقع "Infodefensa" الإسباني، نهاية الأسبوع المنصرم، أن "هذا النزاع يعد، على الأرجح، العنصر الأهم في السياسة الخارجية للمغرب، والسبب الرئيسي لصراعه مع الجزائر".
ووصف الخبير العسكري المغرب بـ"الجار المزعج"، موضحا أن بإمكانه جعل الحياة صعبة لإسبانيا، وهو يفعل ذلك بين الحين والآخر في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين؛ ما يعني أن إسبانيا ستضطر إلى تحمل إزعاج المغرب لفترة طويلة.
وقال جارات إن الشيء الوحيد الذي لا يمكنه فعله هو دخول المدن المحتلة بالدبابات، مضيفا: "هذا يمكن أن تفعله روسيا؛ لأنها تمتلك الأسلحة النووية، أو إسرائيل؛ لأن لديها عرابا قويا وأسلحة نووية. المغرب لا يملك لا الأسلحة النووية ولا الاستقلال الإستراتيجي لإعلان حرب".
وسجل المتحدث نفسه: "لإجراء تحليل جاد، يكفي فقط فحص المعدات التي تمتلكها القوات المسلحة المغربية. إذا نظرنا إلى الأنظمة التي تم شراؤها، يتضح أين يكمن عدوه الحقيقي؛ على الحدود الجزائرية. المغرب لا يفكر في إسبانيا. لو كان يفكر فيها، لكان لديه غواصات".
وأضاف الخبير العسكري: "الجزائر هي التي تمتلك الغواصات، وبالتالي، هي أخطر بالنسبة للغرب. الغواصة هي سلاح مهم بامتياز؛ لأنها تمنع البحرية القوية من الانتشار والعمل بفعالية. إذا كان المغرب مهتما، حقا، بجزر الكناري أو سبتة ومليلية المحتلتين، أول شيء كان سيقوم به هو شراء الغواصات، ولا يمكن شراء الغواصات من السوق ولا تدريب الغواصين بين ليلة وضحاها".
وختم جارات حديثه عن المغرب، بالقول: "الحقيقة هي أن الجزائر تمتلك الغواصات، بينما المغرب اكتفى بشراء الفرقاطات المضادة للغواصات. مثال آخر جيد؛ هو صواريخ متعددة الإطلاق بعيدة المدى التي اشتراها المغرب؛ فهي مفيدة جدا في حال اندلاع الحرب في الصحراء".