خراشي لـ"تيلكيل عربي": إصلاح "دونور" بهدف قريب المدى يعد ترقيعا

إدريس التزارني
تتوصل ردود الأفعال بسبب تأخر الإصلاحات التي يعرفها ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، بعد  إغلاقه تأهبا لاحتضان منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم.
المحلل الرياضي يونس خراشي قال في تصريح لموقع "تيلكيل عربي"، إنهو وبرؤية متقدمة إلى الأمام، يتضح بأن ملعب مجمع محمد الخامس، سيصبح ملعبا ثانيا، وثانويا، لمدينة الدار البيضاء، وبالتالي، فمسالة الإصلاح، والتجديد، والتقويم، تحتاج إلى وضعها في هذه الرؤية، وإلا، فإن أي عملية "إصلاحية"، بمعزل، وبهدف قريب المدى، ستعد "ترقيعا"، ومجرد "صب للماء في الرمل".
وأضاف خراشي: أن وجود أكبر ملعب في العالم، هو ملعب الحسن الثاني، في الدار البيضاء، سيجعل طرح السؤال: "لم يصلح ملعب دونور؟"، أمرا معقولا. لاسيما وأن هذا الأخير كبير الحجم، في وسط حضري، وسيحتاج، دائما وأبدا، إلى إصلاحات، ستثقل، بلا شك، كاهل الميزانية الخاصة للميتروبول البيضاوي.
وتابع، غير أن الأمر ليس بهذا السوداوية في نهاية المطاف. ومن هنا تحدثنا عن رؤية منذ البداية. فبعملية تفكير بسيطة، وبعمل احترافي، سيصبح ملعب محمد الخامس، المعلمة البيضاوية التاريخية، جزء من النسيج الحضري الذي يوجد به، ومن العملية التنموية للمدينة، أي أنه سيصبح مدرا للدخل، وبالتالي سيملك استقلالية مالية، تمكنه من تدبير ذاتي، يريح ميزانية "كازا".
ويقول خراشي: إن هنالك ملاعب كثيرة، عبر العالم، صارت هامشية إلى حد ما، مع مرور الوقت. غير أن المعنيين عرفوا كيف يستثمرون تاريخها، وبنيانها، وعمرانها، ليحولوها إلى شيء إيجابي، مدر للدخل، ومثمر بالنسبة إلى المدن التي تحتويها، بحيث صارت عبارة عن كارفور حقيقي، يجر إليه آلاف المرتفقين، على مدار الأسبوع، وفي نهايته، لقضاء حوائجهم، اليومية، وذات البعد الفني والثقافي والاجتماعي، وحتى الرياضي.
وأوضح الإعلامي الرياضي يونس خراشي، يمكن أن يصبح ملعب محمد الخامس، مستقبلا، جزء من هذا المنظور، وبالتالي، يصير واحدا من المعالم التي تفخر بها مدينة الدار البيضاء، ومزارا تاريخيا، يؤمه البيضاويون، والمغاربة، والسياح العالميون، ليشموا رائحة التاريخ، ويسمعوا "حيحات" الجماهير، ويتفرجوا على صور من الماضي، في متحفه، ويتسوقوا من متاجره، ويصفقوا لمن يطربونهم فيه، أو يضحكوا لمن يقدمون لهم الفرجة.
وأضاف خراشي ل"تيلكيل عربي"، أن ملعب محمد الخامس، في واقع الأمر، ليس مجرد حجر، يقف عثرة في وسط المعاريف، ومن ثم يحتاج إلى معاول الهدم، وانتهى. إنه جزء من تاريخ الدار البيضاء، لا يصح ألا يبقى شامخا. ولنكون صرحاء، فمسألة الهدم بسيطة للغاية، تحتاج إلى شيئين لا غير؛ قرار، ومطرقة. وكأن شيئا لم يكن. أما الأصعب، والأفضل، فهو ما يحتاج إلى أكثر من قرار، وأكثر من "مطرقة في الرأس"؛ أي إلى رؤية، وتسديد، وتخطيط، بحيث يصبح "دونور" شيئا يعطي للدار البيضاء حياة أخرى، ونبضا آخر.
وتابع، إن التفكير بمنطق الساعة، يزعج. فهناك من لم يعد يطيق وجود "دونور" بما يحدثه من حوله من فوضى. وفريقا الوداد والرجاء، اللذين يستفيدان من الملعب، ومداخيله، يصران على بقائه، وجعله رهن إشارتهما باستمرار. ومجلس المدينة يكفر في ميزانيته التي يهدرها الإصلاح تلو الإصلاح، وبلا عائد يذكر. وبالتالي، فالحاجة ملحة إلى تفكير بمنطق الديمومة، وهو ما سينتج تجربة ثقافية وبيئية واجتماعية وتنموية للتاريخ. هيا نفكر جميعا من أجل "دونور" متصالح مع "وي كازا بلانكا".