وجه "خط الشهيد" المعارض لجبهة البوليساريو في مخيمات تندوف، الذي يقوده المنسق العام للتيار المحجوب السالك رسالة مفتوحة إلى قادة وزعماء الاتحاد الإفريقي، بمناسبة القمة الحادية والثلاثين، التي من المنتظر أن تلتئم بعد غد الأحد.
وجاء في بداية الرسالة أن التيار يمثل "شريحة كبيرة من ضحايا النزاع" بمخيمات تندوف، وأنه "حركة سياسية تمثل تيارا ديمقراطيا إصلاحيا داخل جبهة البوليساريو، يهدف لتحقيق العدالة والديمقراطية عبر مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات المتعلقة بمصيره من خلال عملية التناوب على السلطة كمنهج حضري للتسيير".
وحول مشاركة إبراهيم غالي زعيم البوليساريو في القمة، قالت الرسالة "قيادة البوليساريو، والتي يشارك رئيسها معكم في هذا المؤتمر، بعد مؤتمرها الأخير، والذي قاطعناه كحركة تصحيحية داخل البوليساريو، لكونه لم يكن سوى مجرد مسرحية من مسرحيات الحزب الواحد، لكي تبقى نفس القيادة في مناصبها منذ أكثر من أربعين سنة، هذه القيادة لم تعد تمثل ما عدا نفسها ومصالحها، وبالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الشعب الصحراوي فهي ليست ممثلا "شرعيا" "وحيدا" للشعب الصحراوي كما تزعم زورا و بهتانا (من أعطاها هذه الشرعية الوحيدة؟). فرئيسها الذي يشارك معكم مطلوب قضائيا من طرف المحاكم الأوروبية، نتيجة لجرائمه المتعلقة بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بالمخيمات من اعتقالات وتعذيب واغتيالات وتصفيات جسدية للمعارضين خلال تقلده لمنصب وزير الدفاع بالبوليساريو. إذ هناك أكثر من 650 مفقودا في المخيمات من سنة 1975 إلى سنة 1991 تعرضوا لشتى أنواع التعذيب والتصفيات الجسدية المبنية على اساس قبلي من دون محاكمات. ما زالت قبور الضحايا منهم مجهولة حتى اليوم. ومصير المفقودين لا يعرف عنه شيئا ولم تقدم القيادة حتى اليوم لائحة بأسماء المفقودين والشهداء أو مصيرهم".
وحول المشاركين من البوليساريو في البرلمان الإفريقي، يقول محررو الرسالة إن "هؤلاء لا يمثلون أي تيارات سياسية على غرار كل البرلمانيين من عموم الدول الإفريقية، بحكم انعدام الديمقراطية أو التعدد بالبوليساريو أو حرية الرأي والرأي الآخر. فكل ما هنالك: قيادة واحدة وحزب واحد ورأي واحد، والتعيين في البرلمان الإفريقي لا يتم عن طريق انتخابات، بل بالتعيينات من طرف القيادة أي لمن هم أكثر ولاء وطاعة للقيادة كمكافأة لهم على الطاعة والولاء".
واستعرض "خط الشهيد" بعض الانتهاكات لحقول الإنسان في المخيمات، وذكر منها أنه "منذ أسابيع تم اغتيال الشاب الصحراوي المعارض: ابراهيم السالك ابريكة وزعمت زبانية القيادة أنه انتحر في زنزانته بالسجن، وتم دفنه ليلا من دون السماح لعائلته بالمشاركة في مراسم الدفن أو السماح بتشريح الجثة وهو ما دفع بانتفاضة شعبية ضد تسلط قيادة البوليساريو تم خلالها احتلال مقر الرئيس بالربوني. وقبله بأسابيع تم تصفية شاب آخر وتحت نفس الذريعة وتم دفنه بسرية من طرف قوات الأمن التابع للقيادة وهو الشاب محمد لامين ولد احمد ولد محمد الراضي. مما سبب انتقادات كبيرة ضد القيادة وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان. وانعدام العدالة والديمقراطية في مخيمات البوليساريو المسيطر عليها من طرف الجزائر التي اغتال جيشها بالرصاص الحي العديد من الشباب الصحراوي من المخيمات الذين يبحثون عن قوتهم اليومي عبر المتاجرة بين الحدود الجزائرية والموريتانية، كان آخرهم الشاب لارباس عبد الرحمان الذي تمت تصفيته منذ أيام ولم يتعرض الجناة لا للتوقيف أو المحاكمة".
ودعا التيار القادة الأفارقة إلى "الاستماع المباشر" لرأيه ودعا الإتحاد الافريقي إلى بعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للتأكد من كل ما اتهمه به قيادة البوليساريو.