تشتعل المواجهات بين قوات الأمن الجزائرية والمحتجين الرافضين للولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي لم يظهر للعموم ولم يخاطب شعبه منذ سنوات. ثلاثة من كبار الكتاب الجزائريين يعلقون على هذه الأحداث، ويتوقعون مصيرها.
كمال داوود: جدار الصمت كسر
توقع الكاتب الجزائري، كمال داوود، في حديث للإذاعة الفرنسية RTL، أن لا يتراجع المحتجون الجزائريون الرافضون للولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن احتجاجهم رغم العنف المسلط عليهم.
ويضيف كمال، "التغيير الحقيقي اليوم في الجزائر هو أن الناس لم تعد تخاف، أو كما يقال جدار الصمت كسر، ومن الرائع أن تشعر بهذا الحماس، وأن الناس لم يعد لديهم الإحساس أنهم عندما يحتجون ستلصق بهم تهمة الإرهابيين".
ويعتقد كمال أن الأغلبية الساحقة من الجزائريين لن تتراجع علما أن النظام الجزائري لا يتوفر على خطة بديلة "لا يتوفر على نافذة للإنقاذ، لايتوفر على خطة بديلة إلى الآن، ودواعي ممارسة العنف قائمة.. الخطاب الذي يروجه النظام هو نوع من الترهيب .. إما نحن أو الفوضى. إما نحن أو الحرب الأهلية ".
ياسمينة خضرا: سعادة عظيمة أن أكتشف أنني كنت على خطأ
من جهته، يعلق الكاتب الجزائري، ياسمينة خضرا، على صفحات "le parisien": "ينبغي أن نكون صادقين، كنت أتمنى هذه اللحظات لكنني لم أكن أنتظرها ، لأن الجزائريين ألفوا أن ينسحبوا.. إنها لسعادة عظيمة أن أكتشف أنني كنت على خطأ".
ويستطرد خضرا، "النظام الجزائري يقوم بكل ما يستطيع من أجل تهدئة النفوس، لكن الجزائريين كلوا، لم يعد بمستطاعهم رؤية أبنائهم يجتازون المتوسط في قوارب نجاة للموت في عرض البحر".
صنصال: لا تقتربوا من الخطوط الحمراء
يعتقد بوعلام صنصال، إن النظام في الجزائر لن يسقط، فهو يتحكم تماما في البلاد، ويتوفر على كل الوسائل، وأهمها تصفية كل من يجرؤ على الاقتراب من الخطوط الحمراء".
ويواصل صنصال في حوار مع لوفيغارو "عندما يحس النظام أنه مهدد، سيقوم بما يقوم به عادة عندما يتحرك الشعب ويزحزحه، فهو يغرق الجزائر في الفوضى و العنف، وفي الوقت المناسب يقدم كل أشكال التنازلات والهدايا لكي يبقى في مكانه".
ورغم ذلك، يستدرك صنصال " لكنه شيء مفرح أن ترى الناس تخرج لتعبر عن رفضها لواقعها المر، فهو أشبه بالخروج من كابوس، لكن التخوف لدي كبير".