نظمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ندوة صحفية، مساء الأربعاء 4 دجنبر، للتعليق على نتائج أداء التلاميذ المغاربة في البرنامج الدولي لتقويم التلاميذ "بيزا" 2018.
وتميز اللقاء بتقديم سمية مغنوش، محللة للسياسات التربوية بمديرية التربية والكفاءات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، عرضا حول البرنامج الدولي لتقييم الطلبة "بيزا"، باعتباره برنامجا يقيس مدى قدرة التلاميذ الذين يبلغ عمرهم 15 سنة على توظيف ما يتلقونه من معارف في القراءة والرياضيات والعلوم لمواجهة متطلبات الحياة اليومية والتحديات التي يواجهونها في المجتمع، بما في ذلك مدى قدرتهم على الاندماج في سوق الشغل.
واعتبرت مغنوش أن النتائج التي حصل عليها التلاميذ المغاربة كانت عكس الانتظارات.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال محمد الساسي مدير المركز الوطني لتقويم الامتحان والتوجيه في تصريح لـ"تيلكيل عربي" إن الخلاصة التي يمكن استنتاجها من نتائج الدراسة هي أننا بعيدون عن المنظور الذي يربط المدرسة بالحياة مقارنة مع الأنظمة التي قطعت أشواطا في هذا المجال، والتي توجد اليوم على قمة هرم الاقتصاد الدولي.
واعتبر الساسي أن نتائج الدراسة تؤكد تواضع التلاميذ المغاربة، مشددا على ضرورة التعاطي الايجابي مع هذه النتائج من أجل الوقوف على المحددات التي ستمكن من وضع الخطط التطويرية على مستوى جميع المتدخلين.
من جهة أخرى، اعتبر الساسي أن مشاركة المغرب في برنامج "بيزا" أقوى الأنظمة التربوية في العالم يظل نقطة ايجابية، مشيرا إلى أنه هو البلد الافريقي الوحيد الذي يشارك في هذا البرنامج.
ودعا الساسي إلى عدم قراءة نتائج الدراسة دون استحضار عدد من المعطيات من بينها عامل السن، الذي يحدده البرنامج في 15 سنة، مشيرا إلى أن 22 في المائة من التلاميذ المغاربة الذين شاركوا في البرنامج كانوا يتابعون دراستهم في السنة الأولى والثانية إعدادي مقابل في 2 في المائة فقط بالنسبة للصين، كما أن 54 في المائة منهم يتابعون دراستهم في السلك الاعدادي، فيما يتراوح المعدل العام لهذه الفئة ما بين 8 و40 في المائة بالنسبة لباقي الدول المشاركة، مما سيكون له تأثير على النتائج، بحسبه.
وشارك المغرب في البرنامج الدولي لتقييم التلاميذ في مجال القراءة والرياضيات والعلوم برسم سنة 2018 إلى جانب 87 دولة.
وكشفت نتائج البرنامج التي أعلن عنها أول أمس الثلاثاء على حصول التلاميذ المغاربة على نتائج أقل من المعدل.
واستقر المعدل الوطني في مجال القراءة في 359 نقطة، مقابل معدل دولي بلغ 487 نقطة، في حين بلغ أعلى معدل على مستوى الدول المشاركة في الدراسة 555 نقطة سجلته الصين الشعبية..
وبلغ المعدل الوطني في مجال الرياضيات 368 نقطة مقابل معدل دولي بلغ 489 نقطة.
أما في مجال العلوم، فقد حصل التلاميذ المغاربة على معدل 377 نقطة، مقابل المعدل الدولي الذي استقر في489 نقطة.
يشار إلى أن المغرب يشارك لأول مرة في برنامج "بيزا"، الذي يتم مرة كل ثلاث سنوات.
وبلغ حجم العينة الدولية للدراسة 000 600 تلميذ وتلميذة، فيما بلغ حجم العينة الوطنية 6814 تلميذا وتلميذة ينتمون إلى 179 مؤسسة بالسلكين الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي يمثلون جميع الجهات.