دراسة جديدة بالأرقام.. المغاربة لا يثقون في جهود الحكومة لمحاربة الفساد

الشرقي الحرش

 قدم  المعهد المغربي لتحليل السياسات، مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، النتائج الأولية  لدراسة علمية أنجزها حول "مؤشر الثقة وجودة المؤسسات"، كشفت عدم رضى المغاربة عن البرلمان والوضع الاقتصادي وجهود لمحاربة الفساد.

 عدم الرضى

وتشير الدراسة إلى أن 69 في المائة من المبحوثين عبروا عن قلقهم إزاء الاتجاه العام للبلاد.  وهو ما  يكشف عن درجة عالية من الشك والقلق لدى المغاربة فيما يتعلوق بالمستقبل، كما أعربت نصف العينة من المغاربة أنها غير راضية عن الوضع الاقتصادي، كما يرى حوالي 74 في المائة من المغاربة أن جهود الحكومة في محاربة الفساد ليست فعالة، وفي نفس الوقت تعتبر منظمات المجتمع المدني أكثر المؤسسات الموثوق بها في المغرب.

ضعف الثقة في البرلمان

 تكشف الدراسة عن أزمة عميقة بين البرلمان والمواطنين حيث أظهرت أن  32.7% فقط من المستطلعين عبروا عن ثقتهم في البرلمان، بينما لا يثق باقي المغاربة في هذه المؤسسة.

 كما كشفت الدراسة أن أكثر من نصف المغاربة لا يعرفون دور البرلمان، وحتى عندما يعلمون، فهم ليسوا متأكدين على وجه الدقة من جميع صلاحياته وأدواره.

وتشير الدراسة أن 10 في المائة من المبحوثين فقط استطاعوا تسمية رئيسا البرلمان ، كما استطاع حوالي الربع منهم  فقط تسمية عضو برلماني واحد. وتعتبر الدراسة أن هذا الوضع  يسلط الضوء على النقص الكبير في المعرفة ومتابعة المواطنين لمؤسستهم السياسية، والمفاهيم الخاطئة لديهم حول دورها وصلاحياتها.

 مؤسسات الدولة

تشير الدراسة  إلى أن المؤسسات السيادية غير المنتخبة لازالت تتمتع بمعدلات ثقة أعلى بكثير لدى المغاربة، خاصة الشرطة والجيش، لكن هذه الثقة تنخفض حينما يتعلق الأمر بالقضاء. ويبلغ مستوى الثقة 78 بالمائة على التوالي للشرطة، و83.3 بالمائة بالنسبة للجيش. بينما تنخفض مستويات الثقة بالنسبة للقضاء حيث تصل النسبة إلى حوالي  41 بالمائة.

الثقة الاجتماعية

وكشفت الدراسة أن المغاربة يثقون أولا وقبل كل شيء بأسرهم المباشرة، كما في آبائهم وإخوتهم. ولا تزال الأسرة النووية أو الصغيرة هي المؤسسة الاجتماعية التي تحظى بأعلى نسبة ثقة لدى المغاربة، بحوالي 95.2 بالمائة من المغاربة الذين عبروا أنهم يثقون في الأسرة إما بشكلٍ كبير أو متوسط. وعند توسيع النطاق ليشمل العائلة الممتدة، تنخفض الثقة نسبيًا إلى 77.2 بالمائة..

ولا يثق المغاربة تجاه بعضهم البعض، حيث يعتقد 45 بالمائة من المبحوثين أن الناس لا يثقون في بعضهم البعض، كما عبر 42.9 في المائة من المبحوثين أنهم لا يثقون في باقي المغاربة.

ولا يثق المغاربة بمستويات عالية في الغرباء، بمن فيهم الجيران. كما لا يثقون في الأشخاص الذين يتم الالتقاء بهم للمرة الأولى حيث لم تتجاوز النسبة حوالي 19.4 بالمائة. في نفس السياق، لا ينظرون إلى  الأشخاص من ديانات أو جنسيات أخرى على أنهم جديرين بالثقة، حيث تصل النسبة إلى حوالي 25 بالمائة من المغاربة الذين عبروا عن ثقتهم في هذه الفئات.

عينة متنوعة

كشف المعهد أن الدراسة مزجت بين تقنيات البحث الكمي والكيفي، حيث أجري التحليل الكمي على عينة من 1000 شخص خلال شهر أكتوبر 2019، يمثلون السكان المغاربة الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر. كما تم ضمان الطابع التمثيلي للعينة من خلال طريقة الحصص (الجنس والعمر والمنطقة الجغرافية) وفقًا لهيكل السكان المغاربة كما أعدته المندوبية السامية للتخطيط.

كما تمت الاستعانة بتقنية المقابلة الفردية المعمقة من خلال أسئلة شبه موجهة مع 23 مشارك (ة) من مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش، وتضم عينة متنوعة تأخذ بعين الاعتبار المناصفة بين الجنسين والتنوع السوسيو-اقتصادي والمهني. وقد دامت المقابلة حوالي 60 دقيقة تقريبًا لكل مشارك، بحسب معدي الدراسة. كما تم إنجاز مقابلات فردية معمقة مع سبع نائبات ونواب برلمانيين وإداري واحد في مجلس المستشارين،  فضلا عن  تنظيم 3 مجموعات بؤرية ضمت حوالي 16 مشاركًا في المجموع. خُصصت واحدة لرجال أعمال، والثانية للنقابات العمالية، أما الثالثة فشملت منتخبين محليين وناشطين سياسيين.