فاطمة الزهراء بناصر ممثلة مغربية معروفة، لكنها مقلّة في الحديث إلى الصحافة. في هذه الدردشة الرمضانية، تتحدث بناصر عن حضورها "النوعي" وعن كيفية عملها، ورفضها الانخراط في دوائر العلاقات الموفرة للعمل، وعن البعد غير المستكشف في شخصيتها وهو الجانب الكوميدي. كما تتحدث عن الجرأة والخطوط الحمراء، ولونها الغنائي، إلى جانب طريقة معاملتها الصارمة لأسرتها ومقاطعة ثلاثة منتوجات استهلاكية...
لك حضور أكبر في شهر رمضان الحالي، ما السر في ذلك؟
ليس هناك سر، تتم المناداة عليك للعمل فتنطلق في العمل، هذا كل ما في الأمر. المهم صورنا مسلسل "قلوب تائهة" (الذي يُعرض حاليا) في السنة الماضية. وكان من المفترض أن يُعرض في شهر رمضان للعام الماضي، مثله في ذلك مثل "دار الضمانة"، و"مقطوع من شجرة"، حيث نصور لثالث مرة لرمضان لكن العمل لا يُعرض في شهر الصيام لذلك العام. يعني أن الصدفة هي التي جمعت مسلسل السنة الماضية مع الأعمال التي تعرض هذا العام...
حضورك ليس بالقوة التي تفترض في تجربتك في هذا المجال؟
ولكن ماذا تقصد بمهوم الحضور بقوة؟
أقصد أولا من حيث الكم...
إذن الأمر لا يتعلق بالكثرة، وهذا مختلف عن الحضور بقوة. وأنا أفضل أن أشتغل في عمل أنا مقتنعة بأدائي فيه، وبجودته. هذه هي القوة بالنسبة إلي وليس الكثرة...
هل تقصدين أنك تميزين بين الأعمال المقترحة عليك وتختارين منها الأفضل والملائم بالنسبة إليك؟
ليس هناك اختيار في الواقع، لأن ما يُعرض علي من أدوار يعجبني، وأحاول أن أشتغل على الشخصية التي أؤدي دورها، مع المخرج والطاقم، و"ربي كيسر" والمسألة فيها رضا الوالدين. لأنه مهما وصلت، وحيثما وصلت، إذا لم يكن لديك "تيسير الله" و"رضا الوالدين ما عندك والو"...
لديك حضور في التلفزيون، ولكن حضورك هو أقل في المسرح والسينما...
صحيح أنني مقلة في المسرح، ولكن العكس هو الحاصل في السينما، حيث شاركت مؤخرا في ثلاثة أفلام طويلة لم تخرج إلى القاعات السينمائية إلى الآن، وكلها قمت فيها بالدور الأول؛ وهما فيلمان مع محسن البصري وفيلم مع مراد الخودي وقد انتهينا منه للتو.
على ذكر السينما، هل لديك خطوط حمراء في اختيار أدوارك؟
أظن أن الخطوط الحمراء تكون عندك كإنسان وكفكر وكتريبة، وليس بالضبط كفنان. وأنا أقول أن العري ليس هو الجرأة، لأن الجرأة ممكن أن تكون فكرا أو تكون موقفا، أو موضوعا، لكن لا يثيرني أن يكون جسدي عاريا، وهذا ليس خطا أحمر ولكن مسألة اقتناع. وهناك أيضا خطوط حمراء فكريا...
هناك جانب فني آخر في شخصيتك لم يتم استثماره بشكل كبير هو الغناء...
هذا لسبب واحد، وفكرت فيه كثيرا وكنت دائما أتساءل عنه. وسأوضحه من خلال كوني كممثلة مجبرة على العمل، مهما كانت ظروفي، سواء كنت مريضة أو غير ذلك، أذهب للقيام بدوري، ولكن بالنسبة إلى الغناء، لا يمكنني أن أغني إلا إذا رغبت في الغناء، ولا يمكن أن يكون علي أن أغني في سهرة أو حفل ومزاجي غير رائق. يعني بالنسبة إلي الغناء شيء روحاني، ولا يمكنني أن أتخذ منه حرفة. مثلا أنا أغني أغنية واحدة في العام، وفي عام أو عامين يمكن لي أن أكتب شيئا يصدر مني وحده، ويمكن أن يُلحن بعد عام أو عامين أخريين...
إذن تفضلين كتابة أغانيك بنفسك؟
لا، إلا إذا إذا خرجت بعض الأشياء من تلقاء نفسها.
وهل هذه الروحانية هي التي جعلتك تختارين الغناء بتأثير واضح من الطرب الغرناطي أو الأندلسي؟
هو نوع لم أعرفه بعد، ولكن هناك "طابع" ما زلت أستجمعه، ويمكن أن أشق مساري في الغناء بعد عشر سنوات، لأنني إنسانة لا أخطط لحياتي.
ولا تفكرين في إصدار "سينغل" أو "ألبوم"...
لا، لا نهائيا، أظن أنه عندما سيأتي حين ذلك سيأتي لوحده، لأنني لا أريد أن أدخل السوق ومتاهاته وغير ذلك.
وفضلا عن الأفلام الطويلة التي ستخرج قريبا، ما هي المشاريع التي تعملين عليها حاليا؟
لا أشتغل على أي مشروع...
تفضلين الراحة حاليا؟
لا، نحن لا نتوفر على مشاريع في ميداننا، لأن هناك طلبات العروض فقط، إذا كتب الله لك حصة من ذلك "الرزيّق" ستعمل...
هناك من يعتبر أن العمل في هذا الميدان يتطلب الدخول في دائرة علاقات معينة؟
أنا لا أعرف دائرة ولا "جوج"، ينادون علي لأن هناك أدوارا أستطيع أن أقوم بأدائها، ومن ينادون علي هم مقتنعون بي. ولم يسبق لي العمل مع أحد نادى علي "هاكّاك"، بل "فاطمة الزهراء معيطين ليك على هاد الدور بالضبط لأننا مقتنعين أنك غادي دّيريه"، وأقول "مرحبا وألف مرحبا"، أما مسألة العلاقات فلا أصل لها عندي والدليل أنني اشتغلت مع كل المخرجين تقريبا في المغرب، إلا القليل منهم.
أدوارك يغلب عليها الطابع الدرامي، ألا تخشين أن تسيري في اتجاه واحد؟
الاتجاه الدرامي هو بحر، وليس اتجاها واحدا، لأنه يمكن أن تضع فيه مليار دور. ولكن هناك اتجاه آخر هو الكوميديا، ولكن لم يكتشف الناس بعد الجانب الكوميدي في شخصيتي، وسيأتي اليوم الذي سيتحقق فيه ذلك. وأنا لست متسرعة في أي شيء.
هل أنت مرحة في الواقع؟
نعم أنا مرحة جدا في حياتي، لدي جانب عملي في حياتي وهو جانب معقول، ولكن "كنضحك بزاف گاع".
وكيف حالك في أسرتك؟
أنا لست متزوجة وأعيش مع أمي وإخوتي الصغار الثلاثة.
أتصور أن شخصيتك قوية لذلك ستكون معاملتك مع أفراد أسرتك ذات طابع خاص...
ماما هي ابنتي الصغرى الرابعة، ولا بد من شيء من الصرامة، لأنه لا يمكنك أن تترك "وليدات" في سن المراهقة "يديرو ما بغاو"، ولكنها صرامة بشيء من المعقول فيها تفهّم وجلوس إلى المائدة للحوار، وبلا عنف ولا صراخ...
في الختام، عبّر، في الفترة الأخيرة، مجموعة من الفنانين عن مواقفهم من دعوات مقاطعة ثلاث منتوجات استهلاكية، ما موقف فاطمة الزهراء بناصر من هذه المقاطعة؟
أريد أن أخبرك بأنني لا أتوفر على صفحات، لا على "فيسبوك" ولا "إنستغرام"، ولا أي شيء. وعندما تأجج هذا الأمر كنت منهمكة في العمل، ولم أكن على علم بما يقع، لأنني لم أكن أشاهد حتى التلفزيون. لذلك لا شيء لدي أقوله لك حول هذا الموضوع.