هي سيدة أنيقة، من لا يعرفها يصفها بأنها متعالية، لكنها رسمت خطى واثقة في عالم الموضة والجمال، وقبلها عالم الأضواء والتمثيل، تحكي في دردشتها الرمضانية مع "تيل كيل عربي" عن الدراما التلفزية وعن الأرباح والخسارة والزواج والرجل الذي تتصوره ليكون شريك حياتها.
تعودين رمضان هذا العام إلى تجربة التمثيل في السيتكومات، فهل أنت ممثلة أم عارضة أزياء؟
أنا فنانة وأشتغل في كل ما له علاقة بالفن والإبداع، سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الأزياء، عرضا أم تصميما. ثم إن طبيعة وسيرورة الحياه تفرض علينا دوما أن نتطور، وبالتالي لا يمكن أن أبقى طوال حياتي عارضة أزياء.
لكن الأهم من كل هذا، أنني لم أطلب أن أمنح فرصة للتمثيل في الأعمال الرمضانية، بل المشرفون عليها هم من اقترحوا اسمي واتصلوا بي، وكانت أولى التجارب العام الماضي جد ناجحة من خلال مشاركتي في "الخاوة".
تشاركين هذا العام في سيتكوم "حي البهجة" للقناة الثانية، ألا تتخوفين من جني سخط المشاهدين؟ وكيف تتوقعين جودة الأعمال التلفزية هذا العام، وهنا نريد رأيك كمشاهدة وليس كممثلة؟
رأيي الشخصي أن هناك إنتاجا غزيرا هذا العام، وبالتالي، فإن الخيار متعدد بالنسبة للمشاهد، ما أود أن أوضحه، هو أن الانتقاد وتوجيه سهام النقد الساخط أمر سهل، وبإمكان الجميع أن يتحدث سلبيا عن الأعمال وأن ينتقدها ويظهر عيوبها، بل الأعمق من هذا كله، هو أننا صرنا نعاني من ثقافة تيئيسية، وسلبية دائمة في النظر إلى كل الأمور.
النقطة الثانية، هي أننا مازلنا في بداية رمضان، وبالتالي يستحيل بتاتا أن نحكم من الآن على جودة أو عمق الأعمال المعروضة، علينا أن ننتظر أولا، وأن نتبع الأحداث ونفهم القصص، ونشاهد أداء الممثلين، ثم بعدها بإمكاننا الحكم.
وكمشاهدة أدعو المشاهدين إلى التحلي بالصبر، قبل إطلاق أحكام نهائية على هذه الأعمال.
أين تجنين أرباحا أكثر، هل في عروض الأزياء أم في التمثيل؟
لا أستطيع الجزم بشكل حاسم، الفرق الوحيد ربما هو في وتيرة الاشتغال، ربما هما متساويان معا في الأرباح المالية، فعروض الأزياء لا تنظم على مدار العام، في حين أن عقدا للتمثيل يمكن أن يدوم لأشهر.
هل كونك غارقة في الديون يجعلك تشتغلين بكد فتمثلين وتعرضين الأزياء؟
"ماعنديش وما خاصنيش"، أعتقد أن وضعي المالي يشبه أوضاع كثير من المغاربة، أشتغل لكي أنفق على ابنتي وعلى والدتي، وأنا منخرطة في قرض سكني وقرض آخر للسيارة، وأعتقد أنه أمر عاد جدا، وبالتالي لا يمكن القول أنني غارقة في الديون.
أؤمن بأنه للتغلب على الظروف المالية والمعيشية، بل من أجل تحسين الوضع ككل، على الفرد أن ينهض ويشمر على ساعديه ليشتغل، للأسف أرى كثيرا من المغاربة يشتكون أكثر مما يشتغلون. فالحياة عبارة عن سباق، يكسبه من يتوفر على نفس طويل، ومن تقاعس "هزّو الما"، هذا هو شعاري في الحياة.
هل هذا يعني أن لديك طموحا أكبر من الاشتغال في "سيتكومات" وعروض الأزياء؟
طموحي الفني هو الانفتاح على آفاق عالمية في السينما أو التلفزيون. أعتقد أنه من حقي أن أطمح إلى لعب دور في عمل عالمي عابر للقارات، كما أنوي إطلاق علامة خاصة للأزياء تحمل اسمي.
ألا تفكرين بامتهان الإخراج كما فعل كثير من الفنانين المغاربة؟
لا إطلاقا، لم أفكر أبدا في هذا الأمر ولست من النوع الذي يصلح ليكون مخرجا، ببساطة لا أفهم الإخراج، أحاول بالكاد أن أكون ممثلة جيدة، وهذا يكفيني الآن.
وتيرة اشتغالك دفعت البعض إلى القول إن ليلى حديوي تستعمل منشطات أو حبوبا مقوية أثناء عملها؟
(تضحك) لا مطلقا، منشطي هو عقلي وتفكيري، الذي يحفزني على العمل والمثابرة وعدم الاستسلام، وكما يقول المغاربة "النفس الباردة" لا محل لها من الإعراب في قاموسي، فنفسي حارة، وهي التي تدفعني إلى الاجتهاد والاشتغال. ثم إن منشطي الحقيقي هو الاحتقار والاستصغار الذي يمكنه أن يواجهه المرء في بداياته.
هل تعرضت ليلى حديوي للاستصغار يوما ما؟
نعم بطبيعة الحال عندما قررت دخول المجال الفني، تعرضت لاستهجان واستصغار من بعض أفراد العائلة الكبيرة، الذين تهكموا علي وعلى قراري، ثم بعدها مررت إلى مرحلة أخرى، وهي تثبيط العزائم من طرف زملاء لك في المجال، مثل هذه الأمور لا تزيدني إلا إصرارا على النجاح، فالاحتقار وتحطيم المعنويات من طرف الحساد أعتبره أحد المنشطات التي تساعدني على رفع التحديات.
لنمر إلى جزء حساس نوعا ما ويتعلق بحياتك الخاصة أو الشخصية.. هل تقاطع ليلى حديوي الزواج؟
(تصمت قليلا) بصراحة لا أقطاعه ولا أرفضه، لكنني أتخوف منه، لأن الزواج هو التزام اتجاه شريك حياتك والتزام اتجاه نفسك أيضا.
حاليا كل اهتمامي منصب على العمل والأسرة (ابنتي الصغيرة ووالدتي)، وحتى عندما أنعم بالراحة أو عطلة فإنها تكون مهداة أيضا لأسرتي.
ثم إنها مسألة قدر ومكتوب، وقدري حاليا أن أشتغل بجد. وبما أنني لست ملتزمة مع شريك آخر، فإن وقتي موزع بين العمل والأسرة الصغيرة.
وكما قلت لك، حاليا لست على عجل، وإن كان قدري سيسوق لي زوجا في المستقبل فلن أعترض.
ما هي الأوصاف التي تريدها ليلى في زوجها المستقبلي؟
"خاصّو يكون سبع"، أن يكون قوي الشخصية، "كاريزماتي"، أو كما يقول المغاربة "قد لسانو قد دراعو".
لكن اللبؤة هي من تصيد الفرائس وتطعم السبع؟
ليس إشكالا عندي، المهم أن يكون رجلا ذا كاريزما، ولا أريد رجلا يشبه القطط. في أحيان كثيرة تكون المظاهر خادعة، قد يبدو لك شخص مثاليا في الوهلة الأولى، لكن عندما تتعرف عليه، إما تجده "مدمن مخدرات أو كحول، أو منافقا أو مريضا نفسيا، يعلن بعض المبادئ ثم يطبق عكس ما يقول. وليس عيبا أن يكون الرجل فقيرا، بل الأهم أن يكون نزيها وشجاعا وقادرا على العمل. فكما يقال "ليس كل ذكر رجل".
توصفين بأنك سيدة "شيكي".. ما قولك؟
أود أن أطرح سؤالا بسيطا على الجمهور المغربي، لماذا يتعلق المغربي بالشخصيات البدوية، أو التي تصطنع البداوة، سواء في الكلام أو التصرف، هل صار لدينا ذوق عام "حرش" إلى هذه الدرجة. أنا لست متصنعة، بل عفوية، وهنا أيضا سأعود لأقول "ليست كل امرأة أنثى"، فالأنوثة ليست صدرا عارما ولا خصرا عريضا ولا ألوان ملطخة على الوجه. الأنوثة إحساس وحب ودفء وذوق مهذب وتضحية من أجل من نحب، هذه هي الأنوثة في رأيي.