أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.
المنتخب الوطني المغربي، يدشن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.
"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها الرابعة، محمد أمسيف، الحارس الدولي المغربي السابق الذي حمل قميص المنتخب المغربي في كأس أمم إفريقيا 2012، النسخة المشتركة التي أقيمت بين الغابون وغينيا الاستوائية، عندما كان آنذاك إيريك غيريتس يشرف على تدريب أسود الأطلس.
بداياته الدولية مع المنتخب الوطني المغربي تعود إلى سنة 2009، إلا أن تألق الحارس الأول السابق نادر لمياغري ألزمه دكة البدلاء مع الكبار.
في حين، تمكن أمسيف من اقتناص مكانة أساسية بقامة الأولمبي التي شاركت بأولمبياد لندن 2012، رفقة جيل نور الدين أمرابط، وكريم الأحمدي.
الحارس الدولي الذي كان واحداً من نجوم شالكه الألماني قبل سنوات، ليعود بنا في هذا الحوار، إلى تفاصيل طبعت مشاركته بكأس أمم إفريقيا، وأبرز الذكريات التي يحتفظ بها، وأيضاً ليسلط الضوء على توقعاته بخصوص مجموعة الأسود لـ 2019، بعد أن وضعت القرعة رفاق مهدي بنعطية في مواجهة أمام الكوت ديفوار، جنوب إفريقيا، ثم ناميبيا.
- حدثنا عن مشاركته بكأس أمم إفريقيا 2012، كأول ظهور لك بمسابقة من قيمة "الكان"؟
بعد المستويات التي كنت أقدمها في الدوري الألماني الممتاز، توصلت باتصال من إيريك غيريتس لأكون ضمن القائمة النهائية الخاصة بنهائيات كأس أمم إفريقيا، آنذاك كنت أبلغ 22 سنة.
ورغم أننا أقصينا من دور المجموعات ومشاركتنا لم تكن بقدر انتظارات الجماهير، إلا أن الحضور لـ "الكان" كان بالنسبة لي فخراً كبيراً، لا أحب أن أعود إلى الذكريات الغير جيدة، لكنني كنت وسأبقى سعيداً بالتواجد في أضخم مسابقة كروية بالقارة السمراء، وبقميص منتخب بلدي الأم.
يمكن لأي لاعب أو حارس مرمى أن يشارك بمباريات دولية ودية ورسمية هامة، لكن كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، لهما وقع خاص في مسيرة أي كان.
- هل صحيح بأن جامعة الكرة وجدت صعوبات في إقناعك بحمل قميص المغرب في 2009، بعد أن شاركت في بعض مباريات منتخب الفتيان لألمانيا؟
لا، الأمر غير صحيح. لم أكن بحاجة إلى أي شخص ليقنعني بأن أمثل بلدي، إنها مسألة شرف وفخر أن تكون واحداً من الأسماء الكروية التي تتم المناداة عليها للعب بقميص بلدها الأم، لقد كنت حريصا أن أتخذ القرار الذي سيجعلني سعيداً أنا وعائلتي، وأكون عند حسن ظنهم.
- هل لديك ذكريات خاصة أو مباريات ستبقى راسخة في ذهنك، خلال مشاركتك بإحدى نسخ "الكان"؟
بالنسبة لي أفضل ذكرى هي المشاركة بكأس أمم إفريقيا لأول مرة بمشواري الدولي مع المغرب، وكما قلت سابقاً لو تمكنا في ذلك الوقت من تجاوز الدور الأول، كان الأمر سيكون أفضل بكثير من إقصاء مبكر.
عموماً إنها كرة القدم، وهذا لا يعني بأننا كنا سيئين، لكن عندما تشارك في مسابقة من قيمة "الكان" عليك أن تتوقع أي مفاجآت.
-- كنت من بين الأسماء التي كسبت الرسمية مع المنتخب المغربي خصوصا بعد اعتزال لمياغري، كيف هي علاقتك حالياً مع الأسماء التي جاورت طيلة فترة حملك للقميص الوطني؟
فقدت التواصل مع جلهم، ما عدا؟ص ٢ الثلاثي كريم الأحمدي، ونور الدين أمرابط، إضافة إلى عبد العزيز بوحدوز.
ورغم أن التواصل انقطع إلا أنني أتابع كل تفاصيل وجديد ذلك الجيل، الذي يضم لاعبين لازالوا ينافسون رفقة الأسود بالفترة الحالية أو خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
- ماذا يمثل بادو الزاكي بالنسبة لك، خصوصاً وأنه كان من بين الأشخاص الذين تابعوا بداياتك بألمانيا؟
إنه شخص استثنائي هكذا يمكن وصفه..يولي إهتماما كبيرا للانضباط والمواعيد، وشخصيته صارمة وواضحة جداً.
من بين الحراس الذين تركوا أثراً طيبا في نفوس المغاربة، سواء في مشواره بالمستطيل الأخضر، وخلال فترات إشرافه على أسود الأطلس.
- من "البوندسليغا" إلى البطولة الوطنية المغربية، ما السر في هذا الاختيار؟
في فترة من الفترات، كنت بحاجة إلى تغيير الأجواء والمشهد الكروي ككل، لم أفكر كثيرا عندما توصلت بأول عرض من المغرب وتحديداً من فريق إتحاد طنجة، فقررت أن أتعرف على بلدي عن قرب، بحكم أنني نشأت في ألمانيا.
هنا أناس جدد، ثقافة أخرى، وتمكنت خلال الفترة القصيرة لعودتي للمغرب من تعلم اللغة، أصبحت على الأقل أستطيع التواصل بشكل معقول مع الجميع، وخلال التداريب، بالمباريات، وفي حياتي اليومية.
ولأول مرة سأعترف بأن اللعب بالدوري المحلي المغربي كان من بين أحلام والدي، أنا فخور جداً لأني جعلته يتابعني ببطولة بلدي، بعد 10 سنوات تقريبا أو أزيد بالملاعب الألمانية.
- 2019، المغرب يعود للمشاركة مجددا بكأس أمم إفريقيا، كيف ترى حظوظهم في المسابقة التي ستعرف مشاركة 24 منتخباً بدلا من 16؟
نوعيا، لدينا منتخب قوي يضم لاعبين في المستوى، وأيضاً طاقم تقني يملك من الخبرة القارية الكثير.
لكن الأمر الذي لا يمكن توقعه هو مجريات المسابقات بالقارة السمراء، كل شيء ممكن أن يحصل وقد يكون مخالفاً للمنطق.
أرى بأن المنتخب الوطني لديه نسبة نجاح مهمة بالنسخة المقبلة لكأس الأمم الإفريقية في مصر، ومفتاحه هو الاستعداد الجيد للمسابقة، والإيمان بالعمل الذين يقومون به خلالها.
- القرعة وضعت المغرب في مواجهة ناميبيا، ساحل العاج، ثم جنوب إفريقيا، كيف ترى هذه المجموعة؟
من الصعب تفضيل منتخب على الأخر، تبقى مجموعة قوية ومفتوحة على كل السيناريوهات.
يمكن للجميع هزيمة الجميع بالنسبة لي، لكن الإرادة وتقديم كرة جميلة وحاسمة والاستعداد الجيد والكافي سيصنعان الفرق، منذ أول مباراة بدور المجموعة.