ذكريات الكان.. موحا: المنتخب قادر على تقديم كان 2019 بمستوى مونديال روسيا

صفاء بنعوشي

أيام قليلة تفصل عشاق الساحرة المستديرة بالقارة السمراء، عن الحدث الكروي الأبرز في إفريقيا والذي سيجمع 24 منتخباً من جميع أرجائها تحت لواء النسخة الـ 32 لنهائيات كأس أمم إفريقيا، والتي تستقبلها الأراضي المصرية للمرة الخامسة في تاريخها.

المنتخب الوطني المغربي، يدشن بدوره مشاركة بنسخة 2019، للمرة الثانية توالياً تحت قيادة الفرنسي هيرفي رونار، بعد أن سجل حضوره بنسخة الغابون، وغادرها من دور ربع النهائي، بعد سقوط أمام فراعنة مصر.

"ذكريات الكان"، تستضيف في حلقاتها العاشرة، محمد اليعقوبي المعروف بـ"موحا"، الدولي المغربي السابق الذي حمل قميص المنتخب المغربي بالفترة الممتدة من 2003 وإلى غاية 2007، حيث خاض 33 لقاءً دوليا مع المجموعة.

اليعقوبي كان جزءاً من جيل "استثنائي" وسجل في نسخة كأس أمم إفريقيا بتونس 2004 ، تحت قيادة بادو الزاكي، وثلة من النجوم الشباب الذين صنعوا الحدث بالبطولة الكروية، ليعود بنا في الحوار ذاته، إلى تفاصيل طبعت مشاركته بكأس أمم إفريقيا، وأبرز الذكريات التي يحتفظ بها، وأيضاً ليسلط الضوء على توقعاته بخصوص مجموعة الأسود لـ 2019، بعد أن وضعت القرعة رفاق مهدي بنعطية في مواجهة أمام الكوت ديفوار، جنوب إفريقيا، ثم ناميبيا.

- حدثنا عن نسخة 2004 من كأس أمم إفريقيا بتونس؟

لا يمكن تخليص هذه المشاركة في الكلمات، لقد كانت واحدة من المشاركات القوية للمنتخب الوطني المغربي بـ "الكان"، بعد أن جمع الناخب الوطني آنذاك بادو الزاكي، تشكيلة تضم أسماء شابة حضرت لأول مرة لمسابقة من قيمة كأس أمم إفريقيا، وأيضاً لاعبين كانوا سباقين للمنافسات القارية.
هي المسابقة التي استطاع المنتخب المغربي أن يدشنها بقوة، ويصل إلى لقائها النهائي أمام منتخب البلد المضيف.
تبقى ذكريات خاصة لي وباقي اللاعبين، وأيضاً الجماهير المغربية التي وثقت بنا وظلت دائماً دعماً وسنداً.

- هل تعتقد بأن جيل 2004 قد يتكرر مجددا بإحدى النسخ المقبلة للبطولة القارية؟

لما لا، فرغم أن لكل مرحلة خصوصياتها، إلا أن المغرب يزخر بالمواهب الكروية المحلية والمحترفة، وهو قادر على تكوين مجموعة للمضي قدماً في المسابقات القارية مستقبلا.
وحالياً اللاعبين الذين يتوفر عليهم المنتخب كزياش، بنعطية، وآخرين ، قادرون على تمثيل المغرب أحسن تمثيل ولديهم كامل المواصفات ليقدموا لنا طبقا كروياً جميلاً، على غرار مونديال روسيا الأخير.

- كنت من بين الأسماء الذين تركت ورائها أثرا طيباً بالمنتخب المغربي، كيف هي علاقتك حالياً مع الأسماء التي جاورت طيلة فترة حملك للقميص الوطني؟

لازالت أحتفظ بعلاقات جيدة معهم، خصوصاً الأسماء التي سمحت لي الفرصة بمجاورتها خلال مشواري بالدوري الإسباني الممتاز.
أحرص دائماً أن نبقى على تواصل، وفي زيارتي للمغرب ألتقي بمجموعة منهم، والتي شقت طريقها في عالم التدريب مثلاً، عبر بوابة البطولة الوطنية
كنا عائلة واحدة، وسنظل دائماً هكذا، لأننا عشنا فترة مهمة من حياتنا الكروية بقميص المنتخب الوطني الذي نعتز بع ونفخر بحمله.

2019، المغرب يعود للمشاركة مجددا بكأس أمم إفريقيا، كيف ترى حظوظهم في المسابقة التي ستعرف مشاركة 24 منتخباً بدلا من 16؟

كأس أمم إفريقيا في مصر سيكون مفتوحاً على جميع السيناريوهات، فالكرة تطورت بشكل كبير في إفريقيا، الأرض التي أنجبت نجوماً كباراً ولازالت معطاءة.
بالنسبة للمنتخب الوطني المغربي، فنحن نثق به وبالمجهود الكبير الذي بدل، وأرى بأن حظوظه وافرة لتقديم بطولة جيدة، دون التخوف من مشاركة 23 منتخبا أخراً.

- القرعة وضعت المغرب في مواجهة ناميبيا، ساحل العاج، ثم جنوب إفريقيا، كيف ترى هذه المجموعة؟

مجموعة قوية كما تعرف عليها الكل قبل أسابيع في حفل القرعة بمصر بالتأكيد، الكوت ديفوار يبقى من أجود منتخبات القارة السمراء، وجنوب إفريقيا، خصم شرس أيضاً وقد جمعنا به التاريخ في مباريات سابقة، أما منتخب ناميبيا فبدوره يقدم كرة جميلة، ويدخل المسابقة بدون ضغوطات عكس الباقين.

في كرة القدم، يقال أن المباراة الأولى تكون دائماً المفتاح الذي يسهل باقي المواجهات، وأنا أقول بأن كل مباراة هي مفتاح للتي بعدها.
المنتخب مطالب بالتركيز الجيد واحترام خصومه، وخوض كل لقاء بتلك الروح التي عهدتاهم يقدمونها، والتتويج باللقب القاري حلم مغربي مشروع.

- بين 2004 و2019، ماذا تغير، وهل يمكن تحقيق نفس الإنجاز؟

بالتأكيد يمكن لنا أن نعود بقوة لكأس أمم إفريقيا، لكن هاته المرة بلقب، فكل شيء ممكن، مع الترسانة الأساسية التي تضم لاعبين سطع نجمهم في أوروبا، في الدول العربية أيضاً.
سنة 2004 كنا نستحق التتويج، لكن تفاصيل بسيطة كانت وراء إنهائنا للبطولة في الرتبة الثانية وراء منتخب مصر الذي توج، واليوم أقول بأن الأسود يمكنهم أن يسيروا على نفس الخطى بحثاً عن اللقب، وسط منافسة لن تكون بالسهلة، لكن هاته هي كرة القدم، متعتها في الصعوبات التي تتجاوزها.