بعدما أوقفت جائحة "كورونا" الحفل السنوي بجامعة الأخوين لسنتين متتاليتين، احتفت الجامعة، اليوم السبت، بخريجي سنة 2020 و2021 و2022، الذين يمثلون فوج 23 و24 و25، يبلغون 1271 خريج وخريجة.
وحضر حفل التخرج كل من السفير، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، ممثلا عن وزير الخارجية، والعربي بالعربي، المدير العام السابق لمجموعة رينو، وعبد اللطيف الميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة.
وكان في وسط المنصة عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، رئيس مجلس أمناء الجامعة، وأمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين، وخالد سفير، ممثلا لوزير الداخلية، الوالي المدير العام للجماعات الترابية.
وشارك أيضا، شكيب لعلج، ورئيس اتحاد مقاولات المغرب، ومحمد برادة، وزير سابق للمالية، ومنير محمد، رئيس مدير عام للبنك المركزي الشعبي، وعبد السلام بن عبو، نائب مدير المالية، ممثلا لوزيرة الاقتصاد والمالية، وحمزة المراي، رئيس جمعية خريجي الأخوين.
قدرة على التأقلم
وقال عبد اللطيف الجواهري، رئيس مجلس أمناء الجامعة في كلمة ألقاها في بداية حفل تسليم الشهادات للخريجين، إنه "مسرورين بعقد الحفل بشكل حضوري، بعد فترة انقطاع دامت سنتين بسبب الظروف الصحية التي شهدها العالم مؤخرا".
وأضاف والي بنك المغرب أن "جامعة الأخوين أبانت عن قدرتها على التأقلم مع وضع غير معهود، عبر انتقال سلس وناجع إلى التعليم عن بعد، والحرص على تكوين الأساتذة والطلبة، على تقنياته".
وأورد أن "مسؤولي الجامعة عملوا عن توفير الدعم الصحي والنفسي للطلبة أثناء الجائحة، فقد تم تنظيم ما يفوق 1500 استشارة نفسية خلال السنتين الماضيتين".
ولفت إلى أنه "سابقة من نوعها بالجامعة، تنظيم حفل بثلاثة أفواج، عددهم 1271 فرد، توفقّ فيهم العنصر النسوي، بنسبة تناهز 56 في المائة، والتي وصلت عام 2019 إلى 60 في المائة، والعدد الإجمالي للمتخرجين منذ إنشاء الجامعة يبلغ 7083 طالب وطالبة".
مستعدون للمنافسة
وأشار الجواهري إلى أن "تخرجكم اليوم، يأتي في سياق يعرفُ تحولات هيكلية عميقة، وبطبيعة العلاقات الدولية وتعقدها، والثورة الرقمية، والتحالفات البيئية التي نشهدها، والأزمة الصحية الراهنة، أصبحت تفرض علينا جميعا، إعادة النظر في النماذج التحليلية المتعارف عليها".
وأبرز الوزير السابق أنه "على المستوى الوطني، تعرف توجه معمقا بإعطاء الأولوية لإصلاح قطاع التعليم في بلادنا، كما يعيشُ التعليم الجامعي تنوعا غير مسبوقا، ووعيا منها بهذه التحديات، وما تشكله المنافسة من تحديات".
وتابع: "تُعد جامعة الأخوين منذ 2010 مخططات استراتيجية طموحة، استطاعت إثبات جودة برامجها التكوينية، ونجاعة نموذجها التنظيمي، ما مكنها سنة 2017 من نيل شهادة الاعتماد من طرف لجنة نيو إنجلاند للتعليم العالي (NECHE)، رغم حداثة تأسيسها تتلائم مع المعايير الأمريكية".
الأرقام لا تحكي القصة كاملة
رئيس جامعة الأخوين المعين من الملك محمد السادس سنة 2019، أمين بنسعيد، أوضح أنه "نحتفل اليوم بـ 1271 خريج وخريجة من 16 جنسية مختلفة، رغم أن الأرقام مهمة لكنها لا تحكي القصة كاملة".
وشدّد على أن "هناك ظاهرة كانت تعني لي الكثير، على مدى السنتين الماضيتين أتيحت لي الفرصة لسماع الكثير منكم، وعن رحلتكم في جامعة الأخوين، وكيف شكلت منعطفا في حياتكم؟ ونقل لي بعضكم الألم الذي تشعرون به عند مغادرة الأخوين والحرم الجامعي سواء بسبب كورونا أو باقتراب تخرجكم".
ونبه الحاصل على الدكتوراه في علوم وهندسة الكمبيوتر من جامعة جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة إلى أن الجامعة "تستمتع بما تصنعوه، وبالمناسبات التي تنظمونها، وبما تخلقونه في رحابها، وما تلهمون به بعضكم البعض، وبالتأثير الذي تقومون به، وغالبا ما تكون لنا الفرصة للاستمتاع بالتحول الذي تشهدونه بالمقارنة مع السنة الأولى إلى حين تخرجكم".
الحمض النووي للتميز
وأكد بنسعيد الذي انطلق مساره المهني في المغرب بجامعة الأخوين سنة 1994، أن الجامعة فيها "حمض نووي لنوع جديد من القادة المغاربة، الذين يسعون جاهدين من أجل التميز، وهي ميزة متجدرة في هويتهم المغربية لكسب حريتهم، بفضل سعيهم الدؤوب للحصول على المعرفة والانفتاح على العالم، في الواقع يجعلون من حريتهم أداة لخدمة التفاهم بين الشعوب والحضارات، وسنضمن لكم نفس الحمض النووي، عندما ترسلون أطفالكم إلى جامعة الأخوين".
وأفاد أنه "في الواقع أسس الظهير الملكي للأخوين على مبدأ ما يسميه الأمريكيون بالتعليم الليبرالي، وهذا هو المبدأ التي ارتكزت عليه منظمة (NECHE) من أجل منح شهادة الاعتماد لجامعة الأخوين، وهي الشهادة الأكثر تميزا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المؤسسة نفسها التي منحت الاعتماد لجامعة هارفارد".