لم يلق أحمد رحو، رئيس القرض العقاري والسياحي، خطبة الوداع، في الحضور الكبير، الذي استحضر بقوة، أول أمس الجمعة، تعيينه سفيرا للمملكة لدى الاتحاد الأوروبي، رغم أن اللقاء كان يتعلق بتقديم النتائج السنوية للبنك.
لا تشير تصريحات أحمد رحو، رئيس القرض العقاري والسياحي، إلى أنه معين سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي أو أنه يستعد للحلول ببروكسيل قريبا. فكل ما صدر عنه، أول أمس الجمعة، يفيد أنه يركز على مهمته في البنك، وغير منشغل بالرحيل. هذا ما لمسه الحضور في الندوة الصحفية، التي استقطبت، أول أمس الجمعة، جمعا كبيرا من الصحفيين والمحللين وشركاء للبنك.
العديدون من الذين حضروا الندوة الصحفية، توقعوا، أن تلك آخر ندوة صحفية على رأس البنك، غير أن من العارفين بخبايا التعيينات بالسفارات، يعتبرون أن الفترة التي تسبق حلول السفراء بالعواصم التي يعينون بها قد تطول أو تقصر، حسب الترتيبات التي تسبق والقضايا الملحة المطروحة.RAJي
واجه أحد رحو الأسئلة التي أشارت إلى وضعه الجديد، كسفير بابتسامة، وركز على الإجابة على الأسئلة، التي تتناول حاضر ومستقبل القرض العقاري، الذي ساعده على الخروج من الأزمة التي كادت أن تزج بتلك المؤسسة المالية إلى الإفلاس في الماضي.
بدا رحو في الندوة الصحفية السنوية، التي عقدها من أجل تقديم حصيلة العام الماضي والكشف عن آفاق التطور في العام الحالي، فرحا بالموقع الذي أضحى البنك يحتله بين المصارف المحلية، لكنه منشغل أكثر بالمستقبل.
ذهب إلى أن عملية رفع رأسمال البنك، التي تداول حولها مجلس الإدارة، ترمي إلى دعم الموارد الذاتية للمؤسسة البنكية في ظل ارتفاع القروض التي يوزعها، والتي زادت بنسبة 17.4 في المائة في العام الماضي.
و قد وصلت أرباح البنك في العام الماضي إلى 455 مليون درهم، بزيادة بنسبة 4.4 في المائة، بعد ناتج بنكي خام في حدود 2.24 مليار درهم، مرتفعا بنسبة 10.4 في المائة.
وفي العام الماضي، وصلت الودائع لدى البنك إلي 37 مليار درهم، بزيادة بنسبة 16 في المائة، فيما بلغت القروض الموزعة 47.4 مليار درهم، بارتفاع بنسبة 17.4 في المائة.
وتجلى أن القروض خارج تلك الموجهة للعقار زادت بنسبة 44.5 في المائة، كي تستقر في حدود 18.2 مليار درهم، لتمثل 41.2 في المائة ضمن مجمل القروض الموزعة من قبل البنك.
ولم يخف رحو اهتمام البنك، بالتوسع خارج المملكة، فقد سبق له أن سعى للدخول في رأسمال بنك تشاركي بتونس، وقال إن المؤسسة لتي يتولى أمرها، مستعدة للنظر في الفرص التي ستتاح في الخارج.
لم يكف عن الإشارة إلى المبادرات التي كان البنك رائدا فيها بين البنوك الأخرى، في مجال الخدمات البنكية، خاصة البنك الرقمي على الهاتف الذكي، ف60 في المائة من الزبناء، يجرون عملياتهم الجارية عبر التطبيق الهاتفي للقرض العقاري والسياحي، كما أن 75 في المائة من التحويلات تنجز عبر الإنترنيت.
لقد أضحى القرض العقاري والسياحي رائدا في الخدمات المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة، فعبر التطبيق الهاتفي، يمكن للزبون تتبع وضعية حسابه و ما يطرأ عليه من تغيير، وأداء الفواتير والضرائب، وسحب الأموال بدون بطاقة.
البنك الذي يريد الإنفتاح أكثر على الشباب، يؤكد جذبه ل315 ألف زبون في العام الماضي، غير رحو أنه يضيف، بأنه أضحى قبلة للأغنياء من الزبناء.
إنجازات البنك تدفعه إلى المضي في العام المقبل نحو تكريس ريادته في استثمار التكنولوجيات الحديثة.وقد حرص على التأكيد على أن الكثير من المنتجات التي أتاحت للمؤسسة التقدم على منافسيها، بلورها شباب مغربي مبدع اختار الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة. تلك مواهب انفتح عليها البنك.
وقد عرض البنك فيلما بمناسبة الندوة الصحفية، يحتفى بأولئك الشباب، الذين يعملون على تصور ألعاب لها علاقة بالصيرفة أوتطبيقات تهم رقمنة معالجة الشيك أو نظام التعرف الصوتي من أجل التفاعل مع التطبيق الهاتفي بالدارجة أو الأمازيغية.. شباب بدا رحو سعيدا بالعمل معهم، حيث قال " حلما، أن يصبح هؤلاء الشباب مصدرين، ونجد حلولهم ومنتجاتهم في جميع مناطق العالم. لا شيء يمنع ذلك، ففي هذا المجال هناك تكافؤ حقيقي للفرص".