رئيس جبهة الإنقاذ في سوريا: ندعو القيادة الجزائرية إلى تقديم اعتذار رسمي للشعب السوري

فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا
محمد فرنان

دعا فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، "الجزائر، إلى ضبط ولجم البوليساريو حتى تقطع علاقتها بإيران، وتوقف، بشكل كامل، اعتداءاتها"، مسجلا أن الكيان الانفصالي "لا يشكل، اليوم، تهديدا للمغرب، لاسيما بعد اعتراف القوى الإقليمية والدولية الفاعلة (بما فيهم فرنسا، الحليف التقليدي للجزائر) بسيادة المملكة على صحرائها".

وأضاف السياسي السوري، فهد المصري، في تصريح لـ"تيلكيل عربي": "من هذا المنطلق نعتقد أن الجزائر يمكنها أن تبادر لفتح صفحة تاريخية للتصالح مع المغرب، وفي علاقاتها العربية والإقليمية بمن فيهم سورية، وأن تجبر قادة هذا التنظيم على الحوار والحل السياسي المطروح، باعتباره الحل الوحيد والممكن المتاح حاليا، ونعتقد أنه إن لم يتم اغتنام الفرصة الآن، ربما لا يصبح ممكنا لاحقا، وحينها سيتم استجداء ما هو أقل من ذلك بكثير".

وطالب القيادة الجزائرية بـ"الاعتذار الرسمي من الشعب السوري، عن تحالفها ودعهما للأسد ونظامه البائد، وأن تبادر من تلقاء ذاتها إلى تقديم حزمة مساعدات وتعويضات كعربون اعتذار ومحبة".

ونصح القيادة الجزائرية أن "تخرج من وهم التنافس الإقليمي على سورية، وأن تكون عودة الجزائر لسورية من منطلق وجود مصالح حيوية واستراتيجية مشتركة بين بلدينا، على قاعدة امتلاكنا علاقات تاريخية،تحتم بناء علاقات صحية وصحيحة لفائدة الشعبين الشقيقين".

وأكد أن جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، "تميز بين النظام والشعب في الجزائر، ونعلم تماما طبيعة النظام الجزائري المشابه لنظام الأسد، والشعب الجزائري يعاني كما عانى الشعب السوري من القمع والاستبداد، وترتبط سورية بعلاقات تاريخية مع الشعب الجزائري، ولدينا قواسم كثيرة مشتركة".

وأشار إلى أن "النظام الجزائري وللأسف ارتبط بمحور الأوهام والشعارات الكاذبة أو ما يسمى محور المقاومة، وساند نظام الأسد ودعمه عربيا ودوليا في حربه على الشعب السوري، وزوده بمصادر الطاقة للآلة العسكرية، التي قصفت المدن السورية وقتلت المدنيين والأبرياء وبالتالي النظام الجزائري أحد شركاء نظام الأسد في مذبحة العصر، وفوق هذا دعم علاقة نظام الأسد منذ السبعينات بجبهة البوليساريو الإرهابية، التي أصبحت خلال العقدين الماضيين أداة من أدوات الإجرام والإرهاب الإيراني، وتلقت التدريبات والتمويل من الحرس الثوري الإيراني في إيران وسورية ولبنان".

وذكر أن "زيارة وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف إلى دمشق، كنا نتمنى أن تكون خطوة أولى للتكفير عن الخطأ والاعتذار من الشعب السوري عن دور الجزائر السلبي، لكن وعلى ما يبدو أن القيادة الجزائرية لم تغير رؤيتها واستراتيجيتها رغم كل التحولات والتغيرات الإقليمية والدولية الحاصلة، ولم تستوعب بعد أن المحور الذي انتمت إليه قد أصبح من الماضي، وأن مشروع النفوذ الإيراني قد تم تفكيكه في غزة و لبنان وسورية، وفي وقت ليس ببعيد سيتفكك في العراق واليمن، بل إن التغيير الجذري العميق سيطال إيران ذاتها".

وأبرز أن "الوزير عطاف حمل معه إلى دمشق جملة وحزمة مغريات وتنازلات لدمشق، أوجزها في ثلاثة محاور استثمار سياسي للتقارب مع دمشق، تتمثل في دعم سورية في مجلس الأمن في تشكيل المرحلة الانتقالية ورفع العقوبات الدولية باعتبارها عضو غير دائم، والمحور الثاني في مجال ضخ الاستثمارات، ودعم سورية في كافة المجالات في هذه المرحلة الدقيقة، لا سيما في مجال الطاقة، والمحور الثالث الدعوة إلى المحافظة على التنسيق بين البلدين في إطار العلاقات الثنائية، وعلى الصعيدين العربي والدولي، مما يعني في إشارة ضمنية أن الجزائر تطلب من دمشق، أن لا تتخذ قرارا في سياساتها في القضايا والنزاعات الاقليمية بما فيها النزاع على الصحراء، دون تشاور وتنسيق مسبق بين دمشق والجزائر. هذا يؤكد أن القيادة الجزائرية الحالية وللأسف تعيش وهم التنافس السياسي مع المغرب، ونعتقد أنها سارعت لدمشق ضمن هذا الإطار، وليس لشعورها بالخطأ تجاه سورية والشعب السوري".

وشدد على أنه "لم نلمس من المغاربة بالمطلق ما يوحي أو يشير بأنهم بوارد التنافس مع أي دولة، فالمغرب لديه تجربته الخاصة والفريدة و العميقة التي يتفرد بها عن باقي الدول، والمملكة المغربية تمتلك إرثا سياسيا كبيرا وتجارب عميقة تراكمت عبر التاريخ، فهي من أقدم الممالك في العالم، وليس لديها أجندة خاصة في سورية، وكانت دائما في ثبات على موقفها السياسي والإنساني تجاه سورية، ولم تنخرط ضمن محور طهران - دمشق، بل إن المغرب يمتلك خبرة و حسا أمنيا رفيع المستوى، أفضى إلى قطع العلاقات مع إيران التي كانت تسعى للتغلغل في المغرب، كما فعلت ومازالت في الجزائر وللأسف".

وأكد أنه "نحب الشعب الجزائري والجزائر كبلد مهم، لا نستطيع أن نخفي قلقنا العميق من الخطر الذي يهدد الجزائر و مستقبلها في المدى القصير والمتوسط ،وندعو القيادة الجزائرية للتصالح مع شعبها، و تتعظ من نهاية نظام الأسد، حتى لا تلقى ذات المصير، هناك نظام عالمي جديد يتشكل، وما شهده الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تحولات، لن يكون بعيدا عن الجزائر بعد التحولات التي حدثت في ليبيا وتونس ومصر".