رئيس جمعية تقنيي تربية المواشي: دعم الأغنام لم يحقق أهدافه ويجب إعادة النظر في الاستراتيجيات الحكومية

خديجة قدوري

صرح عبد الحق البوتشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لهيئة تقنيي تربية المواشي، تعليقًا على ما ذكره وزير الميزانية بشأن تجربة دعم الأغنام بمبلغ 500 درهم، قائلاً: "هذه التجربة كانت معروفة منذ البداية بأنها لن تنجح، فقد فشلت منذ عامها الأول. ويجب أن نعلم أن الدولة بدأت عملية الدعم قبل عيد الأضحى الأول، بهدف تعزيز وفرة الأغنام وحماية القطيع الوطني. ولكن، للأسف، لم تحقق هذه العملية النجاح المرجو".

وأضاف البوتشيشي، في تصريح خاص لـ"تيلكيل عربي"، قائلاً: "للأسف، تُتخذ قرارات دون إجراء دراسات شاملة، لا قبلية ولا بعدية، ما يؤدي إلى الوقوع في الأخطاء. لقد وقعنا في نفس الخطأ في السنة الأولى، وكذلك في السنة الثانية. وعلى الحكومة مراجعة مجموعة من القرارات التي اتخذتها، ومن جانبنا كمتخصصين في المجال، نرى أنه يجب إعادة النظر في هذه القرارات، ومن الضروري أن يتم التشاور مع الخبراء والمختصين قبل اتخاذها."

وتابع رئيس الجمعية الوطنية لهيئة تقنيي تربية المواشي قائلاً: "كان من الأفضل توجيه هذه الأموال لدعم "الكسابة" وصغار المربين لتعويض القطيع الذي فقدوه، أو على الأقل كان من الممكن استخدام هذه المبالغ، التي تتجاوز 400 أو 500 مليون درهم، لشراء "النعاج" وتوزيعها في إطار برنامج لدعم العالم القروي. بذلك، كنا سنحقق نتائج أفضل، حيث أن "النعجة" ستلد لنا وتساهم في تعزيز القطيع الوطني".

وأوضح البوتشيشي أن "الدولة عندما قدمت دعمًا قدره 500 درهم للأغنام، لم تقم بتقنين هذه العملية بشكل سليم. والهدف من هذا الدعم كان اجتماعيًا بالدرجة الأولى قبل أن يكون اقتصاديًا، وكان من المفترض أن يكون له تأثير مباشر على المستهلك، وخاصة على الطبقة المتوسطة أو ما دونها. كان الهدف تعزيز الوفرة في الأسواق وحماية القطيع الوطني، بحيث يتوفر الخروف بأسعار معقولة، ويستقر سعر اللحوم. لكن للأسف، لم تنجح هذه المبادرة في تحقيق هذه الأهداف".

وفي نفس السياق، أضاف البوتشيشي: "كما سبق لي أن ذكرت، وأكررها الآن، آن الأوان لكي تتراجع الدولة عن بعض السياسات المتبعة. فغالبية المواد المدعمة بحاجة إلى إعادة تقييم، خاصة فيما يتعلق بدعم الأعلاف. أؤكد أنه يجب إعادة النظر في طريقة دعم الأعلاف بالنسبة للأبقار الحلوب، وكذلك في دعم الشعير للأغنام. من الضروري التفكير في دعم الأعلاف الخشنة أيضًا إذا كنا نريد فعلاً إعادة بناء القطيع الوطني. لأن هذه الحلول الحالية تبقى مجرد تدابير لتسيير الأزمات، وليست حلولًا دائمة ومستدامة".

كما أشار البوتشيشي إلى أنه "فيما يخص رفع الرسوم الجمركية والضرائب على اللحوم والعجول المعدة للذبح أو المستورة بصفة عامة، يجب الانتباه إلى أن هذا الرفع  لا يعود بالنفع على المستهلك. بل على العكس، نلاحظ أن أسعار اللحوم ترتفع باستمرار ولا تنخفض. وبالتالي، فإن هذه الرسوم المرفوعة تضاعف أرباح المستوردين دون أن تؤثر إيجابًا على السوق المحلي. وأضاف أنه من الضروري أن تتبنى الدولة آليات فعالة للمراقبة لضمان تحقيق العدالة في الأسعار وحماية المستهلك".

واختتم البوتشيشي حديثه قائلاً: "من المهم أيضًا التركيز على إعادة بناء القطيع والاهتمام بالكساب. كما نطالب بمنع ذبح الأنثى، يجب أن يتم أيضًا منع ذبح الخراف الصغيرة (الخروفات) والنعاج. ولكن الأهم من ذلك هو دعم الكسابة وتشجيعهم على الإنتاج. وإذا لم نتمكن من تقديم الدعم المادي المباشر، فيجب أن نركز على دعم الأعلاف الخشنة وتوفير برامج التطعيم، لضمان تحسين الإنتاج وحماية القطيع الوطني".