(إعداد: عبد اللطيف أبي القاسم)
خلف رحيل الإعلامي والناقد السينمائي نور الدين الصايل عن سن تناهز 73 سنة، مخلفا وراءه موجة حزن عارمة في صفوف أسرته وعائلته الفنية الكبيرة التي نعت فيه "المعلم" . هذه بعض الشهادات في حق الراحل .
لارغيت: السابق لزمانه
أولى كلمات التأبين/ الرثاء في حق الراحل الصايل جاءت على لسان زوجته لارغيت التي نعت فيه "الشغوف بالسينما، المحب لإفريقيا، والبسيط والشجاع والنزيه، والسابق لزمنه والمتألق".
الكلاعي: الشمس تغيب في أمسيات الشتاء
المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي، بدوره، عبر عن حزنه لغياب نور الدين "فجأة، مثل الشمس في أمسيات الشتاء"، واصفا إياه ب"النبيل نبل المحاربين الشجعان، والحكيم حكمة العرافين القدامى"، والصديق الذي "جمعنا كلماتك التي ستضيء ليالينا كي نبقى بعدك أقل يتما ويكون ليلنا أقل وحشة، وكي تستمر أنت معنا".
الجوهري: رمز الثقافة السينمائية
من جهته، أكد المخرج والناقد السينمائي، عبد الإله الجوهري، أن رحيل "رمز الثقافة السينمائية بالمغرب"، "سيخلف فراغا في ساحة الفن السابع بالمملكة نظرا لمكانة الرجل المشهود له بمكانته ودوره في تجذير ثقافة السينما بالمغرب".
عز العرب العلوي: نبراسا قل نظيره
الحزن الكبير الذي خلفه رحيل الصايل في نفوس أجيال السينمائي بالمغرب وخارجها، يجد مبرره في كون الراحل كان أستاذا ومؤطرا وحاضنا للمواهب الفنية السينمائية. وهذا ما عبر عنه المخرج السينمائي عز العرب العلوي، الذي رثى لفداحة "ما فقده الحقل السينمائي الإفريقي" بعد وفاة "الكبير، أستاذي الذي لم أجد غيره للإشراف على رسالة الدكتوراه في تلك المرحلة المبكرة فكان نبراسا لي وعونا قل نظيره".
مفتكر: رجل بين حياتي
بدوره، رثى المخرج السينمائي محمد مفتكر لرحيل الصايل في منشور مطول باللغة الفرنسية، متحدثا عن"رجل بصم حياتي التي تغيرت بشكل كامل بمجرد سماعه ذات يوم يتحدث على أثير الإذاعة عن شيء لم أكن أعرف وقتها اسمه (النقد) (...)"، مؤكدا أنه "بفضل هذا الرجل، وفقط بسماعي له يتحدث عن السينما، قررت يوما، أنا المغمور، أن أصبح رجل سينما (..) سيبقى الرجل حاضرا على الدوام في ذاكرتنا وقلوبنا وأرواحنا".
المزواري: مصاب جلل
الناقد السينمائي سعيد المزواري تحدث في "وداعه" للراحل الصايل عن "مصاب جلل لا تسعف الكلمات في مثله"، قبل أن يستدرك بالقول أن العزاء في وفاة "المعلم" هو أن "في داخل كل واحد منا شيئا من الفقيد، وتلك بالضبط هي علامة الرجل العظيم".
سميرة القادري: رحيل الليل الفاجع
على أن الأسف على رحيل الصايل لم يشمل رجال السينما فقط، وإنما تعداه إلى أهل الموسيقى والطرب من قبيل السوبرانو سميرة القادري، التي وصفت وفاة "فيلسوف الفن السابع" بـ "رحيل الليل الفاجع"، و"الخسارة للساحة الثقافية والسينمائية المغربية والعربية والإفريقية".
يشار إلى أن الراحل نور الدين الصايل، الذي جمع بين كتابة السيناريو والرواية والإنتاج، شكل قيمة مضافة للساحة الثقافية المغربية وأحد أسمائها اللامعين.
وأسس الراحل في عام 1973 الفيدرالية الوطنية لنوادي السينما بالمغرب، التي اضطلعت بدور رائد في نشر الثقافة السينمائية في المملكة.
وبعد بداية مساره في القناة التلفزية المغربية الأولى وفي القناة التلفزية الفرنسية (كنال بلوس أوريزون)، تولى الراحل الصايل إدارة القناة الثانية (2003-2000) ثم المركز السينمائي المغربي (2014-2003) والتي طبعهما بصرامته المهنية ومتطلباته الفكرية.
وستظل بصمة الفقيد حاضرة في عالم السينما الإفريقية، لاسيما وأنه مؤسس مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، الذي بات موعدا لا محيد عنه لمهنيي السينما من إفريقيا وخارجها.