رقم تعريفي موحد لتعقب المنقطعين.. برادة: الهدر المدرسي يتمركز بالوسط الحضري

خديجة عليموسى

أكد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن الوزارة تعمل، بتنسيق مع مصالح التكوين المهني ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على إرساء منظومة لتتبع ورصد هؤلاء التلاميذ، من خلال توحيد الرقم التعريفي للتلميذ أو التلميذة بين مختلف القطاعات المعنية، بما يتيح ضبط المعطيات المرتبطة بالهدر المدرسي بشكل أكثر دقة داخل المنظومة التعليمية.

وأبرز برادة، في جوابه عن سؤال كتابي بمجلس المستشارين، أن عدد التلاميذ المنقطعين عن الدراسة سنويا لا يعكس بدقة الوضعية الحقيقية للهدر المدرسي على أرض الواقع، موضحا أن عددا مهما من هؤلاء التلاميذ يلتحقون بمؤسسات التكوين المهني العمومية أو الخاصة، أو بمؤسسات التعليم العتيق، أو بمدارس الفرصة الثانية، وهو ما يجعل من الصعب تتبع مساراتهم الدراسية بدقة.

وفي السياق ذاته، كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن المجهودات المبذولة مكنت من استرجاع ما مجموعه 50 ألفا و448 تلميذا خلال الموسم الدراسي 2023-2024، من بينهم 31 ألفا و838 تلميذا سبق أن تم فصلهم عن الدراسة بقرارات مجالس الأقسام، إضافة إلى 18 ألفا و610 منقطعين.

وأضاف أن السلك الثانوي الإعدادي يسجل أكبر عدد من المنقطعين ضمن مختلف أسلاك المنظومة التعليمية، رغم أن هذا العدد عرف تراجعا ملحوظا بنسبة 14.6 في المائة مقارنة مع الموسم الدراسي 2021-2022.

وأقر المسؤول الحكومي أن الهدر المدرسي يعتبر من  أهم التحديات الأساسية التي تحول دون تحقيق التطور المنشود لمنظومة التربية والتكوين بالمغرب، موضحا أن التنامي المتزايد لنسبه يعتبر مظهرا من مظاهر هدر الرأسمال البشري، الذي يشكل ركيزة أساسية لكسب رهان التنمية.

وسجل برادة التراجع في أعداد المنقطعين عن الدراسة، حيث تقلص العدد بنسبة 17 في المائة، منتقلا من 334 ألفا و664 تلميذة وتلميذا خلال الموسم الدراسي 2021-2022 إلى 276 ألفا و179 تلميذة وتلميذا خلال الموسم الدراسي 2023-2024.

ولفت إلى أن 54.5 في المائة من هؤلاء المنقطعين ينتمون إلى الوسط الحضري، فيما تشكل الإناث نسبة 38.64 في المائة من مجموع التلاميذ المنقطعين.

وأشار برادة إلى أن الحصة الكبرى من التلاميذ المنقطعين تسجل داخل الموسم الدراسي، بما في ذلك غير الملتحقين الذين يقدر عددهم بحوالي 230 ألفا و904، بنسبة 78.4 في المائة، فيما وصل عدد حالات الانقطاع الناتج عن الفصل إلى 63 ألفا و554، بنسبة 21.6 في المائة من مجموع المنقطعين.

كما كشف أن نسب الانقطاع الدراسي على الصعيد الوطني انتقلت من 50 إلى 44 بين الموسمين الدراسيين 2021-2022 و2022-2023، مسجلة انخفاضا قدره 0.6 نقطة مئوية، أي ما يعادل 40 ألفا و206 منقطعين، مشيرا إلى أن هذه النسبة كانت قد بلغت 6 في المائة خلال الموسم الدراسي 2017-2018، مشيرا إلى أن 62 في المائة من مجموع المنقطعين عن الدراسة تتجاوز أعمارهم 16 سنة، أي السن الإلزامي للتمدرس.

وفيما يتعلق بتوزيع المنقطعين عن الدراسة خلال الموسم الدراسي 2022-2023 حسب الأسلاك التعليمية الثلاثة، أفاد الوزير أن عددهم بلغ حوالي 58 ألفا و819 تلميذا في التعليم الابتدائي، وهو ما يمثل 20 في المائة من مجموع المنقطعين، مقابل 156 ألفا و988 تلميذا في التعليم الثانوي الإعدادي، بنسبة 53.5 في المائة، و78 ألفا و651 تلميذا في التعليم الثانوي التأهيلي، بما يعادل 26.7 في المائة من إجمالي المنقطعين المسجلين خلال نفس الموسم.